الخميس

لمحة معاصرة عن سماحة المرجع الاستاذ السيد الصرخي الحسني (مهد الله بعلمه طريق الحق)


لمحة معاصرة عن سماحة المرجع الاستاذ السيد الصرخي الحسني (مهد الله بعلمه طريق الحق)

يعد المرجع الديني السيد محمود الحسني الصرخي من الشخصيات الهامة في المسيرة العراقية وخاصة لمن اختلفت عنده الرؤى حول اشكالية القيادة والمرجعية في العراق وليس غريبا ان يواجه هذا الرمز حملات التعتيم والتضليل الكبيرة التي مرت به ، لكن الاغرب حينما يواجه المثقفون واصحاب القلم والفكر حقائق تلك الرجعية فلا تثير عندهم اي وازع ديني او وطني من اجل الوصول الى غور تلك الحقيقة . 
هو هو محمود بن عبد الرضا بن محمد الصرخي الحسني ، ولد سماحته في ستينيات القرن المنصرم في مدينة الكاظمية المقدسة في ليلة البعثة النبوية من رجب في عائلة محافظة عرفت بأصالتها وعراقتها عرف فيه الكفاح والمجاهدة لارساء المبدأ والعقيدة حيث كان والده رحمه الله السيد عبد الرضا قد تقلد اكثر من منصب ومارس اكثر من مهنة توزعت في محافظات العراق الى ان استقر به المقام في مدينة الكاظمية ، 
خاض سيدنا المجال الاكاديمي حتى تخرج من جامعات العراق ومن اوائلها بقسم الهندسة المدنية وقد عرف عنه القيام بتصميم شاريع كبيرة ومعروفة انذاك . لكن الظاهر ان صاحب الحكمة الالهية قد اختاره ان يكون متفوقا في كل الابواب لكن ليس في الهندسة والمكتب الاستشاري هي النهاية بل كانت النهاية هو خط المرجعية الرسالية وتحمل مسؤولية الامة بكل صنوفها وطبقاتها وما تعانيه من امراض وعلل ، وكما كان رسول الله متميزا في رعي الغنم وامينا في التجارة وخبيرا بشؤونها ادخره الله تعالى ليكون نبي الامة وخاتم الانبياء كان حفيده السيد المرجع ادامه الله . 

الانتقال الى النجف الاشرف 
دخل حوزة النجف الاشرف و قد تعلم اولياتها في مساجد المدينة التي ولد فيها ، ومع أشخاص أكفاء في التدريس الحوزوي ساعده في ذلك قابلياته الذهنية الواسعة وصفاء نفسه ونقاء سريرته .
تجاوز المراحل الدراسية الحوزوية بسرعة بالغة ، وكان السر في ذلك انه كان ياخذ دروسا مضاعفة وهي طريقة غير معهودة اضافة الى انه كان يقسم المادة الدراسية الى عدة اقسام فيأخذ الاقسام جميعا على يد اساتذة اكفاء ويقررها في ان واحد مما جعله يتصدر افاضل الطلبة فدعاه استاذه الشهيد لحضور بحثه الاصولي والفقهي . وبعد ان اكمل تقرير الدروس التي تسبق البحث الخارج حضر لدى استاذه الامين الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه الى ان توفي وقرر له ابحاثه التي حضرها عنده وقد امضاها له وصدرت بعنوان مبحث الضد وحالات الامر بقسمين مثلت الجزء السابع من بحث الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه الذي هو بعنوان منهج الاصول .

في ايام الشهيد الصدر رحمه الله 
في فترة وجود الشهيد الصدر نال ثقته واحترامه بما كان يراه فيه من تواضع وعلم وورع واكثر ماشده اليه الجانب العلمي والصلابة ونكران الذات فطلب منه ان يكون مسؤولا للاستفتاءات والتي كانت مهمة صعبة وخاصة بالنسبة للشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه لان من يختاره للاجابة على اسئلة واستفتاءات الناس لابد ان يكون على درجة عالية من الوعي والمعرفة ثم انتدبه ليكون وكيلا له في احدى مناطق الحلة وإماما لجمعتها وهذه من مواطن المعرفة بحال ذلك الطالب المتميز والمتفوق .
التدريس في الحوزة 
بعد رحيل الشهيد الصدر رضوان الله تعالى عليه تولى التدريس في جامع ألراس وفي صافي الصفا لكن كانت هناك مشاكل وحساسيات حالت بينه وبين التواصل دائما الى ان اضطر الى قطع الدروس واستئنافها في بيته .حضر ايضا البحث الخارج لدى الشيخ محمد اسحاق الفياض دام ظله وهو من اساتذة البحث الخارج وطلبة المحقق الخوئي رحمه الله المبرزين واستمر في الحضور الى ان تيقن دام ظله ان ماعنده من علوم تلقاها من استاذه ومما جمعه من علوم الشهيد الاول كانت تعني انها اوسع وادق مما يحصل عليه في البحث عند هذا الاستاذ ويشهد لذلك الاشكالات التي كان يطرحها على جناب الشيخ الفياض دام ظله والتي لم تكن تلقى ردودا او تفاعلا منه لانه لا يسمح بالاشكال والاعتراض مما اضطر سماحة السيد الحسني دام ظله ان يكتب تلك الاشكالات والمواطن التي يثبت فيها ترجيح نظريات اساتذته ونظرياته على سماحة الشيخ جمعها في سجل كبير وذهب بها الى جناب الشيخ واطلعه عليها وبقيت عنده حوالي ستة اشهر وسنة لكنه لم يعر لها اهمية بالرغم من شهادة الطلبة انها كانت على مستوى عال من الدقة . ولم يناقش اي مورد فيها لاسباب .!!
التصدي للمرجعية 
تصدى سماحته للمرجعية عام 2001 وبرزت مرجعيته وأصبح لها اثر في الحوزة العلمية بعد عام تقريبا حيث تجمع الناس واصبح هناك دروس ومحاضرات عقائدية وفقهية واصولية وفلسفية مما جعلها تحت الانظار انظار السلطة من جانب والحوزة العلمية من جانب اخر صدرت في خلال التصدي القصير مئات الاستفتاءات الخطية التي ناقشت شتى الجوانب في حياة الامة 
كما صدرت عشرات المحاضرات والكاسيتات الصوتية والمرئية التي تميزت بالدقة والرصانة والمؤلفات التي توزعت بين الفقه والاصول والعقيدة ونحوها . 
ومن بين ثمار تصديه هو تصديه لاقامة صلاة الجمعة بعد الشهيد الصدر وتعد هي اول صلاة جمعة بعد رحيل الشهيد الصدر الثاني رضوان الله تعالى عليه وسميت بجمعة الاقصى لكن ذلك لم يرق لمن كان موجودا فكانت هي وغيرها سببا لاعتقاله هو والمئات من مقلديه انذاك ولم يفرج عنه حتى سقوط النظام السابق ودخول قوات الشر الامريكية فخرج من اعتقاله بعد فصول من العذاب والالم والصبر والتحدي قضاها في السجن مع الاصحاب ومع المحبين .
وبعد ان استقر في كربلاء المقدسة وباشر بجملة من النشاطات العلمية كفتح الحوزات والمكاتب الدينية واقامة صلاة الجمعة تحركت عليه عجلات الشر لتداهم بيته وتقتل انصاره وتحاول قتله لكن شاء الله ان تكون الدماء الزكية ورصاصات الفخر تزرع الرعب في قلوب الافرين ثم ولو مندحرين وبعد هذه المرحلة تواصل سماحته في برامجه العلمية والفكرية والتثقيفية والحوزوية وصدرت المئات من الكتب والمؤلفات وصدرت الدروس الحوزوية له وللاخيار من مقلديه ولحد هذه اللحظة لم تتوقف باكورة العلم والاخلاق التي أنشاها وأنماها سماحته بتوجيهه وبفكره ادامه الله تعالى فخرا للمؤمنين .


كلمة اخيرة 
نتمنى ان لا تكون مرحلة السيد الحسني كسابقاتها شخصية صالحة مصلحة تامر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتكتب بدمها معارف ال البيت الكرام وتنذر نفسها لخدمة الناس ولابراء ذممهم امام الله تعالى بالتواصل مع الناس في كل همومهم ومشاكلهم لكنها لا تجد اذانا صاغية .
ان لا تتكرر مظلومية الشهداء والصالحين ممن تحمل مسؤولية الاصلاح لكنه قتل وحيدا غريبا ولم يعرف الناس صدقه واخلاصه الا بعد رحيله عن الدنيا 
وكلمة اطلقها الى كل عاقل ومفكر الى مراجعة قرائته لحركة السيد الحسني في المجتمع 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة