المرجع المصلح يعرف بثماره ... الصرخي اوضح دليل
المرجع المصلح يعرف بثماره ... الصرخي اوضح دليل
إن مما هو واضح وجلي لجميعنا أن الدين والتشريع الإلهي هو هدى للإنسان ورحمة للعالمين وليس أمراً طارئاً يُمكن أن يُغيره الإنسان كالموضة أو الإنتماء السياسي هذه حقيقة أكدها خالقنا العظيم وباعث الأنبياء مبشرين ومنذرين ، لكن فهم الإنسان للدين شابه كثير من الإنحراف والتحريف والتغيير ، ووظف الدين لخدمة مصالحه الشخصية ومنافعه الدنيوية الزائلة ، جعل كثير من الناس ترى الدين على غير حقيقته ومراميه العظيمة ، فالدين ثورة في النفس البشرية لتطهيرها من الأدران والفجور والفسوق والعصيان وتقويم وتهذيب لها وثورة على الفساد والإنحراف في واقع المجتمعات والأمم لتخليصها من أي إنحراف .
الدين دعوة من الخالق العظيم للبشرية رحمة ورأفة منه ، أرسل رجال أصطفاهم الله ليبعثهم للبشرية يدعونها لمكارم الأخلاق والإيمان بالله واليوم الأخر والتمسك بالفضيلة والمحبة والسلام والعمل الصالح وتأدية ما فرضه الله عليهم من طقوس لأجل تحصينهم من المنكر الإنحرافي وليس لحاجة الله تعالى لتلك الفروض ، فقد أبلغنا القرآن الكريم ورسوله العظيم مثلاً بأن الصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر ، والصيام إمتناع عن الفواحش والغيبة والنميمة ..... والزكاة وهي تزكية للنفس والمال وحق فرضه الله على الأغنياء ، والحج هو إجتماع الناس وتوحيد ومساواة لهم في حضرة الله تعالى وغير ذلك من الفرائض التي هي ليست الهدف بل هي صمامات أمان تحكمه ليُراحع الإنسان سلوكه فالله غني والناس هم الفقراء لرحمته .
فالكل يقرأ أن الدين أمراً أساسياً في حياة الإنسان وأن الإستخفاف بالدين عمل رخيص ينم على سطحية أتباعه وجهلهم ويفترض أن يكون الناس واعين عارفين لحقيقة ذلك الدين الرصين بحيث يتمكنون من التمييز بين الدين في حقيقته ومرماه وبين الظاهر المتأتي من خلال مفاهيم وتقاليد وفتاوى وأراء .
ولو معنا النظر بهذا الإستخفاف الديني نجد أن سببه الرئيسي هو الجهل بالدين وحقيقته السامية ، فالدين كما نعلم هو بيان وهدى ورحمة ومعرفة أحكامه والعمل بها هو صون وحفظ وعلو للنفس والمجتمع من الإنحراف .
ولو شخصنا أهم وأبرز الاسباب لذلك الإنحراف نجده هو غياب الوازع الديني وظهور الجهل ، فمن المسؤول عن ذلك ؟؟؟ ثلاثة يتحملون المسؤولية هم العائلة والمدرسة والسلطة بجانبيها الدينية والحكومية .
العائلة هي البيئة الأولى التي يتلقى الطفل فيها مباديء التربية وتعلم القيم قبل كل شيء ، والعائلة العراقية حالياً تعيش تمزقاً بشعاً نتيجة ما لاقاه هذا البناء المُقدس من ويلات ففي العراق مليون أو أكثر من العوائل بلا أب ولا مُعيل أو أنها تُعاني من الفُرقة نتيجة تفشي حالات الطلاق وإنفصال الأبوين ..............................
أما المدرسة فدورها بات ممسوخاً وتخلت عن أهم أهدافها وهي تربية النشأ الجديد وإعداده أخلاقياً وإجتماعياً ووطنياً بل باتت المدرسة أحد أدوات تخريب المجتمع وتفتيته ، وقد تكون أحد أهم الأسباب تلك السياسة التربوية المُنحرفة لوزارتي التربية والتعليم العالي وإجتثاث المعلمين والمدرسين والأكاديميين أصحاب الخبرة والكفاءة والتجربة في تكوين شخصية التلميذ والطالب .
أما السلطة وبشقيها الدينية والحكومية فهي السبب الرئيس في ذلك ، فالمرجعية الدينية في البلد ويعز علينا أن نقول ذلك لا تؤدي دورها الديني وفق ما جاء في رسالات السماء وما أمر به الله ورسوله من قبيل النزول إلى الساحة الإجتماعية ومعالجة كل عناوين الإنحراف كالإبتعاد عن نظم وقوانين الإسلام الإخلاقية ، وأيضاً يعز علينا أن نذكر مواقف أخرى مُعطلة للمرجعية الدينية وهي عدم الوقوف بوجه الطائفية النكراء التي أدت بشتات البلاد وتمزيقه ، فهذه الأمور كلها بحكم العقل تسبب أزمات أخلاقية وإجتماعية خطيرة تؤدي إلى فساد المجتمع وإنهياره تماماً كما قلنا .
وأقول أيضاً وأنا ألتمس العذر من الكل أين دور مرجعياتنا الدينية في تفشي الفساد المالي والإداري في أركان الحكومة وأحزابها وبرلمانها ، أين هي من هدر المال العام والصفقات المكشوفة المملؤءة بالفساد والرشوة والنِسب للمتعاقدين على حساب ثروات الشعب وتجويعه ، وأين هي من المنظمات الدولية التي تصف العراق كأعلى دول العالم فساداً ، وأين هي من الكتل الفاسدة التي تحكم العراق اليوم .
أما الحكومة فلا أدري كيف أصفها ولا أقول إلا أنها حكومة فساد وإفساد .
وأقول أيضاً لكل من يقرأ هذه المقال البسيط أن الله تعالى رؤوف رحيم بعباده الذي لم يجعل البلاد والعباد دون مصلح ومنقذ ومرشد ...... والشجرة تُعرف من ثمارها .
فنظر إلى ثمار هذه الشجرة المتمثلة بالمرجعية العراقية العربية للسيد الصرخي الحسني التي أصبحت أنموذجاً للصلاح والإصلاح والعمل والفلاح ، ومن تلك الثمار الناضجة وكل ثمارها ناضجة ، هي ثمرة ( حرمة الطائفية والتعصب ..... وحرمة التهجير ......... وحرمة الإرهاب والتقتيل ) التي أصدرتها المرجعية العراقية العربية في بيانها رقم ( 31 ) بقولها : (( نؤكد شجبنا وإستنكارنا ورفضنا وإدانتنا للحقن والتعريق والتعميق والجذب والتقسيم الطائفي ولكل قبح وفساد من إرهاب وتهجير وترويع وتشريد وخطف وتعذيب وغدر وقتل وتمثيل وتشويه وتفخيخ وتهجير ......... ))
ومن الثمار الأخرى هي ثمرة ( عزل الفاسد ) التي صدرت في البيان رقم ( 68 ) بقولها : (( شعبنا العراقي الكريم بمثقفيه وكوادره العلمية ........ نسأل الله أن تتابعوا المسير في خطى الصلاح والإصلاح بمتابعة ومراقبة ومحاسبة المسؤولين الجدد كي لا تقعوا في الخطأ فيحصل الإنحراف فيصبح الجميع في نفس الفساد والإفساد .......... )) .
ومن الثمار الأخرى أيضاً هي ثمرة ( يوم المظلومين والمستضعفين ) التي صدرت في البيان رقم ( 30 ) بقولها : (( لننهض وننتفض بوجه القبح والفساد والإحتلال والإرهاب والظلم والظالمين المباشرين والمسببين من أي قومية أو دين أو مذهب أو طائفة أو عرق أو حزب أو منظمة أو حركة أو أي مجموعة كانت ...... فالإرهاب والظلم مرفوض عقلاً وشرعاً وأخلاقاً لأنه قبح ودمار وهلاك وفساد ..... نعم لنفعل ذلك دون ملل وكلل ومجاملة ولا أخذ لومة لائم في النصرة الصالحة الصادقة الحقيقية الحقة ....................... )) .
ومن أكثر الثمار الطيبة الطعم لهذه المرجعية العراقية العربية ومن أراد أن يتذوق باقي الثمار فهي موجود بين يديه فما عليه إلا أن يستمتع بمذاقها .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة