الثلاثاء

السياحة وتأثيرها الاقتصادي في فكر المرجعية الدينية

السياحة وتأثيرها الاقتصادي في فكر المرجعية الدينية


السياحة وتأثيرها الاقتصادي في فكر المرجعية الدينية

رشا احمد الجبوري.........
باحثة في مجال التنمية السياحية....
لا يخفى على كل مطلع في الفكر الاقتصادي والمجال السياحي أهمية العراق الاقتصادية والسياحية معا ففيه العراق ( إقليم كردستان وجماليته) وفيها ( دجلة والفرات ) والبصرة وموانئها وشط العرب وإمكانية استغلالها بالصورة المثلى للسياحة وفي العراق بغداد وأماكنها الجميلة والاهم في بغداد ( الكاظمية) وفي العراق ( النجف وكربلاء ) وفي العراق سامراء وفي العراق ( الحلة وأثارها وأثريتها كمدينة تاريخية عريقة) وفي العراق العديد من الآثار والأماكن التي تجعلها بمقدمة الدول السياحية لو استغلت بالصورة الصحيحة لعاش كل العراقيين فقط من خيرات السياحة في العراق (لقد أصبحت السياحة في عصر العولمة من أهم الصناعات التي تهتم بها كل دول العالم سواء الدول المتقدمة أو الدول النامية، وخير الأدلة على ذلك الإحصائيات السياحية التي توضح أهمية السياحة بالنسبة للاقتصاد العالمي. وتعتبر الدول المتقدمة مثل الولايات المتحدة الأمريكية وكذا أغلب دول أوروبا أن السياحة اليوم من أهم ضروريات الحياة المعاصرة، فقد أصبحت شعوب هذه الدول تعتبر السياحة جزءاً لا يتجزأ من الثقافة والبنيان الفكري والارتقاء الحسي والوجداني للإنسان، وأن السياحة خير السبل لكي يصل الإنسان في عمله إلى التفوق والإبداع.. لأن فترات الراحة والترويح بعيداً عن بيئة العمل ضرورة من ضرورات رفع الكفاية الإنتاجية. ولذا اهتمت دول كثيرة بقطاع السياحة ومنها مصر لكونها من الدول التي تمثل المقاصد السياحية المتفردة، وقامت بإنشاء مدن وقرى ومراكز سياحية ترفيهية( (1) فألان الدول تتقاتل لتوفير سبل السياحة الحديثة وفق آليات معاصرة تعملها الدول لاستقطاب السواح من مختلف بلدان العراق فترى الان فرنسا وأمريكا يتنافسان على اصطياد اكبر عدد من السواح وهناك بلدان تعيش اصلا على السياحة التي تعتبر دعامة رئيسية لاقتصاد تلك البلدان.ولأهمية السياحة في الدخل القومي وعدم بقاء الاقتصاد العراقي احادي الاقتصاد من خلال النفط فقط . هناك قراءة فكرية ونقاط جوهرية مهمة قرأتها قبل فترة واطلعت عليها من خلال الانترنت وهي عبارة عن جواب لسؤال باحث في الدراسات العليا وكان الجواب والنقاط التي ركزت على تطوير قطاع السياحة من مرجع ديني عراقي عربي صاحب فكر ريادي في مجالات السياسية والاقتصاد والدين والجوانب الاخرى الا وهو المرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني الذي يتمتع برؤية عميقة وفكر اقتصادي رائعة نتمنى على المعنيين في السياحة الاخذ بنظر الاعتبار بتلك النقاط في بحثي هذا وقراءتي في ابرز النقاط والاسس التي وضعها المرجع الصرخي لتطوير قطاع السياحة في العراق.يقول الصرخي للباحث الذي يريد ان يقيم دراسة عن السياحة : ( تضمين البحث دراسة عن كيفية تثقيف الناس وتعليمهم وتعريفهم أهمية السياحة الدينية وكيفية التعامل مع السائح وفق التعاليم والقوانين الأخلاقية الكريمة للمعصومين (عليهم السلام) , (مثلاً) من حيث السائح ضيف فيجب إكرامه , ومن حيث أن المؤمن يجب أن يكون زيناً لمن يـمثله ويقتدي به من معصومين (عليهم السلام) وصالحين وأبرار (رضوان الله عليهم) ولا يكون شيئاً عليهم , ومن حيث أن الإنسان المؤمن يجب أن يكون داعية للحق ولأئمة الحق صامتاً أي بأخلاقه وتعامله الحسن مع السائحين ومع غيرهم والحاصل , أن البرامج التثقيفية والتعليمية يجب أن لا تقتصر على أفراد ومنتسبي دائرة أو مجموعة العلاقات العامة وباقي العاملين في هذا المجال بل يجب أن تشمل الناس المتواجدين في مواضع تواجد السياح وكذلك تشمل البرامج السياح , وبالتأكيد لكل شريحة منهم برامج خاصة ومناسبة ) حيث هذه النقطة التي ذكرها الصرخي من اروع النقط الجوهرية والمهمة وهي عمل سيكولوجي مهم لان التعامل بلين ولطف وبوجه سمح سيزيد ويجلب السواح اما التعامل بغلظة سيجعل المنطقة طاردة للسواح وهذا ما اكتشفه الباحثين بهذا المجال من خلال دراسات عميقة وعصرية.ولاحظوا امر مهم ان التثقيف لهذا التعامل كما يذكر المرجع الصرخي لا يكتفي على المعنيين والمنتسبين لهذا العمل بل حتى الناس المتواجدين في اماكن السياحة وهو تدقيق مهم وجيد عن إبراز الوجه الحضاري لثقافتنا وفكرنا ووعينا كأبناء بلد نعكسها للآخرين السواح فقد. (أشار الوزير الفرنسي أن حسن الضيافة، والتميز في تقديم الخدمات والتسهيلات للسائحين، والترويج لما تملكه فرنسا من تراث بشكل أفضل، سوف يسهم في القضاء على بعض نقاط الضعف التي تعاني منها السياحة في فرنسا، ويساعد على تنامي وزيادة واردات السياحة) (2) فالأسلوب والاتكيت يجلب السائح ويندرج هذا ضمن اطار العوامل البشرية المؤثرة في التنمية السياحية.وان اتى السائح سيكون هناك واردات للبلد يجب ان تعود بالنفع والفائدة على ابناء هذا البلد الذي يمتلك تراث وثروات واماكن سياحة دينية وأثرية.ويقول الصرخي كذلك ( تضمين البحث الطرق المناسبة للإعلان عن البرنامج السياحي وما يتعلق به في الداخل والخارج وتحديد وتشخيص الأسلوب المناسب في المكان المناسب من حيث الناس ومن حيث نوع الموقع الديني ومن حيث هوية السائحين المتوافدين عليه , والمعلوم أن وسائل الدعاية والإعلام والإعلان كثيرة ومتعددة فيها ما يناسب كل الأذهان والأذواق .)(3) وهذا عامل مهم وهو سيكولوجي كذلك لأنه يتركز في أهمية ( إرسال رسالة ما) ( للجمهور) ( بما يتناسب مع أذهانهم وأذواقهم ) وبطرق مختلفة أكيدا كان تكون دعاية تلفزيونية او من خلال ندوات فكرية وفيلكسات تنتشر في الشوارع لان كما ذكرنا ان السياحة تشكل عاملا مهما لتشكيل وتكوين اقتصاد البلد اذ ما اهتممنا بها (يكاد السباق والتنافس المحتدم بين الدول الكبرى لاستدراج السياح، وتحفيز السياحة العالمية التي تعتبر رافدا مهما للاقتصاد القومي، يصل إلى أوجه الآن)(4) كما ذكرنا ان العامل المهم وفق الدراسات الحديثة هو البحث عن راحة السائح لتضمن إمكانية عودته وان يكون ( إعلانا مجانيا لك كبلد تبحث عن سواح لاستقطابهم) بحيث لو توفرت عوامل الراحة للسواح سيعودون لديارهم وينقلون صورة ايجابية عن البلد الذي قصدوه وبالتالي الترويج لتلك السياحة بذلك البلد فيقول الصرخي (ولا أعلم هل بالإمكان تضمين البحث دراسة عن تهيئة وتوفير المستلزمات المناسبة والمرنة والسهلة التي تساهم وتحقق راحة السائح عند الإقامة وتحقق الانسيابية والسهول والأمان عند التنقل والسفر من موقع إلى غيره أو السفر إلى بلده أو المجيء إلى الموقع الديني من بلده , فيلاحظ جانب ووسائل الراحة في سكنه وإقامته وفي مأكله وملبسه وفي تنقله وسفره , وهذه تحتاج إلى تصاميم ومقترحات عن أماكن الإقامة (كالفنادق) وعن المطاعم والأسواق , ومواضع وسائط النقل ونوعها البري أو الجوي أو البحري وغيرها من أمور) فبعض البلدان بدأت تخلق بعض المسببات لتنشيط وتنمية السياحة فيها واشر السيد الصرخي نقطة مهمة وهي نقطة اماكن الراحة والسكن كالفنادق وهي نقطة ضرورية ومهمة في التنمية السياحية الحديثة المعاصرة لانها تخلق جوا نفسيا للسائح فلا يعقل ان تأتي شركة بسواح الى كربلاء ويكون مسكنهم في أماكن لا توجد فيها حياة ولا وسائل راحة او معالم المدينة الروحية كونها مكانا مقدسا يقصده السواح للزيارة والاطلاع على المشاهد المقدسة.ارى كباحث ضرورة وضع هذه النقاط بنظر اعتبار كل المسؤولين على قطاع السياحة ولاسيما وزارة السياحة والآثار لان تلك النقاط التي ذكرها المرجع الديني السيد الصرخي ستطور كثيرا وتجلب الايرادات والسواح لبلدنا.

(1) نبذة مؤلف كتاب ( الاتجاهات الحديثة في السياحة ) : محي محمد مسعد

(2) التنافس في مجال السياحة يشهد مواجهة ناعمة بين فرنسا وأمريكا : الاستاذ مازن رعدية

(3) بيان المرجع السيد الصرخي الحسني رقم – 21 ( إلى طلبة الإعلام )

(4) التنافس في مجال السياحة يشهد مواجهة ناعمة بين فرنسا وأمريكا : الاستاذ مازن رعدية


رشا احمد الجبوري

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة