الثلاثاء

دوافع اغتيال نزيل السجون مكبل الأغلال

دوافع اغتيال نزيل السجون مكبل الأغلال
بقلم    احمد العمراني 


الإمام الكاظم عليه السلام هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام، وهو السابع من أئمـة أهل البيت عليه السلام وخلفاء النبي صلى الله عليه وآله وسلم الإثنى عشر , ولد عليه السلام في السابع من صفر لسنة 128هـ , قد عاش إمامنا الكاظم عليه السلام في أحضان الإمام الصادق والده ما يقرب من عشرين سنة وتسلّم بعده منصب الإمامة الكبرى بعد شهادة والده وهو ابن العشرين، واستمر ناهضاً بهذا العبء خمسة وثلاثين سنة حيث رحل عن هذه الدنيا مسموماً في سجن السندي بن شاهك في بغداد في حكومة هارون الرشيد في الخامس والعشرين من رجب لسنة 183هـ عن عمر يناهز الخامسة والخمسين عاما , إن التعرض لحياة مولانا الإمام الكاظم عليه السلام لا تسعها هذه السطور القلائل فهو يحتاج إلى مؤلفات عديدة ولا يمكنها أن تغطي كل تفاصيل هذه الحياة الشريفة الطاهرة لذا حاولت إن اذكر وبسطور بسيطة سبب ودوافع هذه الجريمة النكراء والوحشية التي ارتكبتها السلطة الحاكمة ( العباسية ) آنذاك في حق خليفة الله في أرضه والحبل الممتد من الأرض إلى السماء وحجة الله على خلقه فلو اطلعنا على سيرته العطرة ( عليه السلام ) لوجدناه انه قد عاش في فترة كان حاكمها يعشق الملك والمال والجاه وهو هارون اللارشيد الذي قال ( بأن صاحب القبر وأشار إلى قبر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم لو نازعني على الملك لقطعت الذي فيه عيناه و أحتز رأسه ) في إشارة إلى تمرده وعصيانه للرسول الكريم محمد صلى الله عليه واله وسلم وللإسلام وتعاليمه وانه ما استولى على منصب ( الخلافة ) إلا من اجل المال والجاه والملك وهذا يجعله بطبيعة الحال يعادي كل من يحمل فكرة الخلافة الحقيقية أو الدعوة لها وكل من يعارض أفكاره وخصوصا ذرية الرسول لأنهم سلام الله عليهم يمثلون خطرا كبيرا على مكانته وسلطانه لأنهم الأحق بالخلافة , وأيضا كان هناك أئمة الضلال من أتباع النفس والهوى و وعاظ السلاطين ممن كانوا يكنون العداء والبغضاء لأل بيت النبوة عليهم السلام وأيضا كانوا يعيشون حياة مترفة ويتمتعون بامتيازات خاصة منحها لهم هارون العباسي بسبب ولائهم له وعدائهم المعلن لآل بيت النبوة عليهم السلام , وهنا وجد محوريين رئيسيين مناوئين لفكر وعقيدة ورسالة الإمام الكاظم عليه السلام فهو سلام الله عليه كان أولا يطالب بإرجاع الحق لأهله وهو (الخلافة) فالإمام الكاظم عليه السلام كان هو الأولى والأحق بالخلافة من هارون العباسي وهذا يزعج ويبغض هارون وكما أوردت انه مستعد وحسب كلامه أن يقطع رأس الرسول ( صلى الله عليه واله وسلم ) لو نازعه على الملك بالإضافة إلى إن الإمام عليه السلام لو نجح في مشروعه الإلهي المقدس فهذا سوف يبغض ويزعج أئمة الضلال عبدت الدينار والدرهم لأنهم سوف لن يحصلوا على شيء من الأموال التي كان يغدقها عليهم هارون العباسي ويفقدون كل الامتيازات التي أعطاها لهم لان الإمام الكاظم عليه السلام إمام عادل وهذا أمر طبيعي فسوف يعامل الناس سواسية كأسنان المشط وهذا يجعلهم يخسرون كل شيء فهنا اتفقت المصالح الدنيوية واتحدت قوى الضلال والكفر والإلحاد وعبادة الأموال والجاه والمنصب واتفقوا على ارتكاب أبشع جريمة في حق البشرية والإسلام والمذهب وهي اغتيال الإمام الكاظم عليه السلام بعد إن لوعوه وغيبوه في السجون لسنوات طوال ظنا منهم إن السجن والقيود سوف تثني من عزيمته وتقف حائلا بينه وبين مشروعه الإلهي المقدس , وأنا أطالع سيرته ألعطره عليه السلام في بعض الكتب وجدت تحليلا رائعا لسماحة المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) يعطي الدوافع الحقيقية التي دفعت السلطة العباسية لارتكاب هذه الجريمة في كتاب ( نزيل السجون ) http://www.al-hasany.net/Library/L.a...20alsejoon.rar
(( .. لم يكن سياسياً… بالسياسة الدنيوية ولم يكن قائداً عسكرياً كقادة الجهاز الحاكم الظالم ولم يكن مسؤولاً أو زعيماً لجناح مسلح… كعصابات السلب والنهب وسفك الدماء والإرهاب ولم يكن منتهزاً وصولياً عابداً للمناصب والواجهات… كالمنتفعين الوصوليين العملاء الأذلاء في كل زمان . بالتأكيد فإنه لا يمثل جهة وحزباً معارضاً…كالأحزاب المتصارعة على الدنيا والمنافع الشخصية الخاصة . كان إماماً تقياً نقياً زاهداً عابداً ناسكاً مخلصاً عالماً عاملاً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر ، كان أماناً حجة شافعاً رحمة للعالمين ... )),,
فما ذكره سماحته (دام ظله) قد أعطى نطاقا أوسع وكشف الدافع الحقيقي لارتكاب هذه الجريمة فالسلطة الحاكمة لم تكن تريد الأمرَ بالمعروف الناهيَ عن المنكر ولم تحب من يتمتع بالتقوى والنزاهة والعفة والشرف لان من يتمتع بهذه الصفات يخالف مشروعها الدنيوي الزائل الزائف مهما كان هذا الشخص فما بالك إذا كان هو سليل الرسالة المحمدية وصاحب الحق الشرعي والمشروع الإلهي فأصبح التخلص منه ضرروة ملحة ويجب انجازها والسجن والتغييب لم يجدي نفعا فحفاظا على مصالحها ومنافعها وسياسيتها فقررت الخلاص منه سلام الله عليه ,,,,

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة