الجمعة

رسالة مفتوحة الى الشعب الامريكي من مواطن عراقي


السلام عليكم
لا يمكننا ان نجافي الحقيقية  و نزعم ان الديمقراطية فكرة عامة تداولتها شعوب العالم بشكل فطري فكان نموها و صيرورتها بشكلها الحالي نتاجا لتطور طبيعي في كل بقعة من بقاع العالم لأن الديمقراطية ، فكرا وممارسة، مفهوما ومؤسسة، نمت و ترعرعت عبر مخاض طويل فأعطت فهما او نظرة جديدة للعالم ، غاية ووسيلة ، و عبرت عن مصالح وتوازنات افرزها الصراع الاجتماعي ، فهي حقيقية تاريخية مستمرة لم يرتبط انبثاقها او قيامها برغبة فردية او فئوية او حتى اجتماعية عابرة او آنية، بل تبلورت عبر صراع لمصالح وتطلعات وعكست في كل دور من ادوارها او صيغة من صيغ تجسيدها توازنا معينا لهذه المصالح والتطلعات تضّمن ايضا قوة وارادة لحفظها او ضمان استمرارها وتطويرها و تبلورت كذلك قوى تتحداها وتحاول افراغها من محتواها. وغني عن البيان ان هذه العملية التاريخية كانت غربية، زمانا ومكانا اولا ، ثم كان لابد ان تكون انسانية ثانيا باعتبارها مكسبا او خبرة ومعرفة اسوة بمكاسب النهضة الحديثة  فأصبحت ملكا للفكر والمعرفة البشريين وفقدت هويتها القومية او الوطنية فأنبرت قوى عديدة للدفاع عنها و السعي لتصديرها الى كل بقاع العالم منها حكومة الولايات المتحدة الامريكية فكانت السباقة الى المبادرة في تبني السياسات التي تؤمن انتشار قيم الديمقراطية في البلدان التي تعاني من كبت الحريات و تخضع لسيطرة النظم الدكتاتورية و منها بلدي العراق رغم ان مبادرتها كانت تكتنفها دوافع و اهداف تمليها سياستها العامة و مصالحها الحيوية بغض النظر عن مصالح الشعوب المستهدفة برسالة الديمقراطية .. ايها الامريكيون .. أحتلت قواتكم لأرضنا وهي ترفع من بين شعاراتها تحرير الانسان العراقي من سطوة الدكتاتورية وأنشئت اول حكومة تحت هذا المسمى برعايتها و تحت  نظر ساستها و توالت التجارب الديمقراطية ولكن بصيغ لم تستبدل الدكتاتورية الا بالدكتاتورية ! لأن الديمقراطية الموردة الينا لم تكن نفس الديمقراطية التي بنيتم بها بلدانكم و نهضتم بحاضرها و مستقبلها فنسختها المعدلة لا تسعف ابناء العراق في الوصول الى حلمهم المشروع فقد اصبح تقاسم المناصب و المسؤوليات وفقا لقوة الحزب او الدين او القومية هو الصفة الابرز لهذه الديمقراطية و اصبح الرأي حبيسا في سجون الحكومة أو مقتولا و مرميا على قارعة احد الطرق العامة أو محاصرا اعلاميا لمنع وصوله الى المدافعين عن حقوق الانسان و الحريات العامة فهل هي الا صورة من صور الدكتاتورية البشعة ؟ فلماذا تسكت حكومتكم عن كل ما يجري بالعراق ؟ لماذا تفسح المجال و تهيئ المناخ الملائم لنمو الديكتاتورية الناشئة بسرعة مذهلة ؟ اين انتم ايها الامريكيون و اين ذهبت مواقفكم الداعمة لحملة احتلال العراق لإزالة الديكتاتورية حسب ما تزعمون ؟ هل اصبح  قتل الصحفيين لمجرد تغطيتهم حدثا امنيا او سياسيا مهما امرا مشروعا عند الحكومة التي تشكلت برعاية دولتكم ؟ هل اصبح اطلاق الرصاص الحي و تفريق المتظاهرين المطالبين بمنح الحريات و توفير فرص العمل و تحقيق العدالة الاجتماعية بالقنابل الصوتية امرا لا اهمية له عند المدافعين عن حقوق الانسان و دعاة الديمقراطية ؟ لماذا يقتل نشطاء المجتمع المدني بالاسلحة الكاتمة للصوت ؟ أين انتم من ما يعانيه رجل الدين العراقي الصرخي و اتباعه من قتل و سجن و تعذيب وهل اصبح تبني الفكر أمرا محرما في شريعة حقوق الانسان ؟ لماذا تغض حكومتكم النظر عن عشرات السجون السرية التي يقتل فيها المعارضين لسياستها بأبشع الاساليب دون ان يقف أي من سياسييكم الى جانبهم ؟ هل هذه هي الديمقراطية التي تناضلون من اجل تصديرها لكل الشعوب ؟
سأترككم مع هذه الروابط لتروا شيئا من حقيقة انتهاك حقوق الانسان العراقي تحت ظل الديمقراطية المزعومة ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة