العراق:
السيد الصرخي الحسني يرسم استراتيجية الخروج من الأزمة في العراق
من
الواضح جدا ، أن السبب الأساسي للأزمات والمصائب التي يمنى بها العراق الجريح
وشعبه المظلوم ، وما يتعرض له من ويلات ومآسي يرجع الى إفتقار العراق للقائد
الفعلي الحقيقي الذي يتولى رسم السياسة العامة للدولة وتحديد المنهاج الواضح
لإدارة البلاد . فمنذ مئات السنين أراد أعداء العراق أن يكون شعبه تابعا لدول
وجهات داخلية وخارجية من هنا وهناك ، وساعدتهم في تحقيق هذا المراد قلة وعي الأعم
الأغلب من العراقيين لما يحيط بهم من مؤامرات ومكائد وخداع ، فأصبح الأعداء للأسف
يراهنون على غباء البعض ويخدعونه في كل مرة دون أن يتعلم هذا البعض من أخطاءه
ويستفاد من تجاربه السابقة . فلا أنسى أبدا ذلك العراقي الفقير ، الذي يسكن في بيت
من الصفيح والطين ، عندما ذهبت اليه قبل انتخابات شهر آذار البرلمانية عام 2010
لأخبره بضرورة عزل المفسدين وقوائمهم وإنتخاب الوطنيين المصلحين ، حيث نهرني قائلا
(( إبتعد عني .. فأنا لا أنتخب غير الأشخاص الذين إنتخبناهم سابقا ، حتى لو تبين
أنهم مفسدون ، وتبين أنهم سارقون ، وتبين أنهم لا ينفعون ... فأنا سأعاود إنتخابهم
مجددا .. ولن أنتخب غيرهم .... )) . ثار إستغرابي ، وزادت حيرتي ، ترى ؟ ما الذي
جعل مثل هذا الفقير الذي سرق السياسيون الفاسدون ماله وهو يدافع عن نفس اللصوص
الذين سرقوه ، ويبتغي ويروم إنتخابهم وتسليطهم مرة أخرى على نفسه وأمواله وثرواته
وخيراته المسروقة ! . وقبل أن أن أجيب على ما قاله لي نظرت مليا مرة أخرى في البيت
الذي يسكنه ذلك الفقير والذي لم يكن يسكنه بصورة رسمية وأصولية ، لأنه كان من بيوت
(( الحواسم )) ولم يكن فيه باب ، وإنما وضعت قطعة من القماش على شكل ستارة تربط
بين جداري الصفيح وتقع أمامه مباشرة بركة ماء آسن (( مستنقع مياه ثقيلة )) ، كل
ذلك أثار فضولي لسؤاله عن سبب إندفاعه نحو إنتخاب نفس المفسدين والسارقين مرة أخرى
، فتوجهت له قائلا : بيت من الصفيح ، ليس فيه باب ، أمامه مستنقع للمياه الآسنة ،
مبني على قطعة أرض لا تعود ملكيتها لك ، ومع ذلك تريد إنتخاب وتسليط من تسببوا في
إفتقارك وسرقوا أموالك ؟ ورغم علمك بأنهم سارقون ، وأنهم السبب الرئيسي في سوء حالك
!!! ويا ليتني لم أسأله ، لأن جوابه كان أقبح من حاله ، حيث قال لي : إن المسؤول
الفلاني عن القائمة الفلانية ، قد وعدني بمبلغ نقدي مقداره مائة وخمسون ألف دينار
، إن ذهبت أنا وعائلتي لإنتخابه ... ولم أتمالك نفسي من تفاهة ما سمعت ، ولم أسيطر
على أعصابي حينها ، فلم أتخيل وجود شخص بهذه الدرجة من الغباء ، لأن الغبي هو من
يعثر بنفس الحجر مرتين ، وكنت على يقين حينها بأن مسؤوله (( الهيبه )) سوف لن يف
له حتى بوعده هذا رغم تفاهة المبلغ الموعود به . وعندها تذكرت بيانا كنت قد قرأته
للمرجع الديني العراقي السيد الصرخي الحسني يحمل الرقم ( 74 ) بعنوان ( حيهم .. حيهم
.. حيهم .. أهلنا أهل الغيرة والنخوة )) يقول فيه : )) ..... هل تيقنتم الآن أن
هؤلاء المفسدين يتعاملون مع شعب العراق وفق منهج الفراعنة والمستكبرين ، وأنهم
مستمرون وبكل إصرار على هذا النهج السيء الخبيث الحقير ! ؟ فإنهم وعلى نهج فرعون
يستخفون بكم فتطيعونهم ، كما استخف فرعون بقومه فأطاعوه ، قال تعالى : ( فاستخف
قومه فأطاعوه ) . وإنهم ينتهجون معك يا شعبي العزيز سياسة المستكبرين الظالمين
المستعمرين ، سياسة ( جوع كلبك ، يتبعك ) ..... وهذه السياسة الخبيثة ملازمة لهم ....
إنهم سرقوا المليارات ، وفرغوا الميزانيات في كل المحافظات وعندما يأتي موعد
الإنتخابات يخرجون فتات الفتات ، فيدفعون ويعطون منه الرشا الكبرى للفضائيات
المأجورة والإعلام الماكر ، وكذا يشترون به الذمم والأصوات والشرف والعرض والكرامة
والغيرة من أشباه الرجال الذين رضوا بأن يكونوا في خانة الذل والعبودية والخيانة
والعمالة .... )) . فكان هذا الشخص الحواسم ، مصداقا لأشباه الرجال العبيد ، الذين
باعوا آخرتهم بدنيا غيرهم ، فقد تصور أن خلاصه من سوء حاله ، وخلاص العراق من
محنته ومصائبه ومآسيه ، سيكون ببركة المائة وخمسون ألف دينار التي سيدفعها له ذلك
السياسي الفاسد السارق . ولا يعلم أن سماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله قد أعطى
مفتاح الحل للأزمات وطريقة الخلاص من الواقع المأساوي الذي يمر به العراق وشعبه
المظلوم في ذات البيان المشار إليه أعلاه ، حيث قال : )) ..... ولا خلاص ولا خلاص
ولا خلاص ، إلا بالتغيير الجذري الحقيقي ، التغيير الجذري الحقيقي ، التغيير
الجذري الحقيقي لكل الموجودين منذ دخول الإحتلال ومن كل القوميات والأديان
والأحزاب ... فهل عقمن النساء الطاهرات العراقيات ؟ ، وهل خلي العراق من الوطنيين
الأمناء الصادقين العاملين المثابرين من النخب العلماء والخبراء والمستشارين
القضاة والمهندسين الأطباء وأساتذة الجامعات والمحامين والقانونيين والأدباء
والإعلاميين والمعلمين والمدرسين وكل الأكاديميين والكفاءات الوطنيين الأحرار ...
)) . وما عسانا أن نقول غير قول الشاعر : ، لقد أسمعت لو ناديت حيا .. ولكن لا
حياة لمن تنادي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة