السبت

الصرخي الحسني مربي أخلاقي وقائد رسالي



الصرخي الحسني مربي أخلاقي وقائد رسالي 
كثيرة هي الآيات والأحاديث الشريفة التي تحث الإنسان وترشده إلى الدعاء والالتجاء إلى الله تعالى والتوكل عليه في كل الأمور صغيرها وكبيرها ، والإنسان المؤمن أكثر من غيره مطلوب منه التضرع والابتهال إلى الله تعالى في السراء والضراء ، 
ومن ابرز الآيات القرآنية الشريفة التي تشير إلى أهمية الدعاء هي قوله تعالى ( قل ما يعبؤا بكم ربي لولا دعاؤكم ) ،
بالاضافة الى الأحاديث الشريفة التي تشير إلى عظمة الدعاء وضرورته وأهميته ومنها ما روي عن الإمام الرضا (عليه السلام) عن آبائه عن الرسول الأكرم (صلّى الله عليه وآله) أنه قال: (الدعاء سلاح المؤمن، وعماد الدين، ونور السماوات والأرض ) 
ولا يخفى عليكم أحبتي سيرة الأنبياء والمرسلين وما حكاه القران الكريم عنهم وكيفية تضرعهم والتجائهم إلى الله تعالى ودعائهم ولا أريد الخوض في تفاصيل ادعيتهم عليهم الصلاة والسلام ، ولعل القضية أوضح في سيرة الأئمة المعصومين عليهم السلام وما ورد من أدعية تنسب إليهم عليهم السلام فكتب التاريخ والسير زاخرة بكلماتهم النورانية وادعيتهم العالية المضامين التي تربي الإنسان وتعلمه أدب المحاورة والمناجاة مع ربه تبارك وتعالى ، بل إن بعضهم عليهم السلام امتازت حياته وتربيته للأمة باختيار هذا الأسلوب ألا وهو أسلوب الدعاء ( وحسب الظروف المحيطة ) وما ورد من أدعية عن الإمام زين العابدين وسيد الساجدين عليه وعلى آبائه وأبنائه المعصومين أفضل الصلاة وأتم التسليم لسبيل قويم ومنهج عظيم في تربية الفرد المسلم ومعرفة حقوقه وواجباته تجاه ربه سبحانه وتجاه بني جنسه فيعلمه كيف يتعامل مع الجميع وفق المنهج القرآني الإلهي ، 
من هنا اهتم العلماء الربانيون بهذا المنهج التربوي العظيم أيما اهتمام وأولوه عناية فائقة فتجد مثلا سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ( دام ظله الشريف ) يوجب ويلزم نفسه ومن يعتقد به من المكلفين بالالتزام وقراءة مجموعة من الأدعية الواردة عن أهل بيت العصمة عليهم السلام وعلى سبيل المثال فان سماحته يلزم نفسه ومقلديه بقراءة دعاء الإمام السجاد لأبويه كل يوم وقراءة خمسة من المناجيات السجادية الخمسة عشر كل يوم وقراءة دعاء الجوشن الصغير كل ليلة جمعة وقراءة دعاء العهد فجر كل يوم وقراءة دعاء القاموس فجر كل يوم ..... إلى آخره من الوجوبات الأخلاقية والروحية التربوية التي التزم بها سماحة السيد الصرخي الحسني ( أدامه الله تعالى ) وألزم بها مقلديه لعلمه ومعرفته بأنها تمثل الحصن الحصين للمؤمن خصوصا في مثل هذا الزمان الذي كثرت فيه الشبهات والانحرافات عن جادة الشريعة والصواب واتبع الناس أهوائهم واشتغلوا بدنياهم ونسوا أن ورائهم يوما ثقيلا ، يحتاج إلى التزود والاستعداد لمواجهة عقباته وأهواله الذي حين يحل ببني البشر تذهل كل مرضعة عما أرضعت وتضع كل ذات حمل حملها وترى الناس سكارى وما هم بسكارى .. 
لا أريد أن أطيل عليكم أحبتي لكن أقول ما يضرنا لو التزمنا على الأقل بما أرشدنا إليه سماحة المرجع المربي الأخلاقي السيد الصرخي الحسني ودعونا الله مخلصين صادقين بان يفرج عنا ويهلك الظالمين والمفسدين وان يبدل أمورنا خيرا ويحفظ إخواننا وأخواتنا ويكفينا شر الأشرار وكيد الفجار وينقذ بلدنا ممن تسلط عليه وجثم على صدره من السراق والمجرمين طوال هذه السنين ، فنكون حينئذ قد أطعنا الله ورسوله والأئمة والعلماء الصالحين ونكون في رعاية الله تعالى وحفظه وتحت ظل رحمته وعفوه وكرمه ولطفه وعطفه ، 
وأختتم حديثي بنقل دعاء للامام السجاد عليه السلام : 
يَا مَنْ تُحَلُّ بِهِ عُقَدُ الْمَكَارِهِ ، وَيَا مَنْ يُفْثَأُ بِهِ حَدُّ الشَّدَائِدِ، وَيَا مَنْ يُلْتَمَسُ مِنْهُ الْمَخْرَجُ إلَى رَوْحِ الْفَرَجِ ، ذَلَّتْ لِقُدْرَتِـكَ الصِّعَابُ وَتَسَبَّبَتْ بِلُطْفِكَ الأسباب ، وَجَرى بِقُدْرَتِكَ الْقَضَاءُ وَمَضَتْ عَلَى إرَادَتِكَ الأشياء ، فَهْيَ بِمَشِيَّتِكَ دُونَ قَوْلِكَ مُؤْتَمِرَةٌ ، وَبِإرَادَتِكَ دُونَ نَهْيِكَ مُنْزَجِرَةٌ. أَنْتَ الْمَدْعُوُّ لِلْمُهِمَّاتِ ، وَأَنْتَ الْمَفزَعُ فِي الْمُلِمَّاتِ ، لاَيَنْدَفِعُ مِنْهَا إلاّ مَا دَفَعْتَ ، وَلا يَنْكَشِفُ مِنْهَا إلاّ مَا كَشَفْتَ. وَقَدْ نَزَلَ بِي يا رَبِّ مَا قَدْ تَكَأدَنيَّ ثِقْلُهُ ، وَأَلَمَّ بِي مَا قَدْ بَهَظَنِي حَمْلُهُ ، وَبِقُدْرَتِكَ أَوْرَدْتَهُ عَلَيَّ وَبِسُلْطَانِكَ وَجَّهْتَهُ إليَّ. فَلاَ مُصْدِرَ لِمَا أوْرَدْتَ ، وَلاَ صَارِفَ لِمَا وَجَّهْتَ ، وَلاَ فَاتِحَ لِمَا أغْلَقْتَ ، وَلاَ مُغْلِقَ لِمَا فَتَحْتَ ، وَلاَ مُيَسِّرَ لِمَا عَسَّرْتَ، وَلاَ نَاصِرَ لِمَنْ خَذَلْتَ فَصَلَّ عَلَى مُحَمَّد وَآلِهِ ، وَافْتَحْ لِي يَا رَبِّ بَابَ الْفَرَجِ بِطَوْلِكَ ، وَاكْسِرْ عَنِّيْ سُلْطَانَ الْهَمِّ بِحَوْلِكَ ، وَأَنِلْني حُسْنَ ألنَّظَرِ فِيمَا شَكَوْتُ ، وَأذِقْنِي حَلاَوَةَ الصُّنْعِ فِيمَا سَاَلْتُ. وَهَبْ لي مِنْ لَدُنْكَ رَحْمَةً وَفَرَجاً هَنِيئاً وَاجْعَلْ لِي مِنْ عِنْدِكَ مَخْرَجاً وَحِيّاً. وَلا تَشْغَلْنِي بالاهْتِمَامِ عَنْ تَعَاهُدِ فُرُوضِكَ وَاسْتِعْمَالِ سُنَّتِكَ. فَقَدْ ضِقْتُ لِمَا نَزَلَ بِي يَا رَبِّ ذَرْعاً ، وَامْتَلاتُ بِحَمْلِ مَا حَـدَثَ عَلَيَّ هَمّاً ، وَأنْتَ الْقَادِرُ عَلَى كَشْفِ مَا مُنِيتُ بِهِ ، وَدَفْعِ مَا وَقَعْتُ فِيهِ ، فَافْعَلْ بِي ذلِـكَ وَإنْ لَمْ أَسْتَوْجِبْهُ مِنْكَ ، يَا ذَا العَرْشِ الْعَظِيمَ.

د. علي الواسطي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة