الصرخي الحسني يعطي
المعاني الحقيقة لتأثير الطهارة على المستوى الاخلاقي
قال الله
تعالى { ... رِجَالٌ
يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُطَّهِّرِينَ } التوبة الآية
108
اعتاد المتصدين من
مراجع الدين عند كتابتهم لرسائلهم العملية أن يجعلوا أول كتاب أو أول فصل بعد كتاب
الاجتهاد والتقليد وضع مسائل الطهارة أو كتاب (الطهارة) وذلك باعتبار أنهم يبدؤون
بـ(فقه العبادات) قبل (فقه المعاملات) بناء على أن أعظم الحقوق على المخلوق هو حق
خالقه عز وجل ، وهو حق عبادته وحده لا شريك له ، وهذه العبادة هي الغاية الأولى ،
التي لأجلها خلق الله المكلفين من عباده ، كما قال تعالى { وَمَا خَلَقْتُ
الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } الذاريات56 , ثم تأتي حقوق عباده ، لهذا كان الحديث
عن العبادة أوَّلا ثم إن أولى العبادات وأعظمها هي الصلاة وهي عمود الدين وإن أول شروط
الصلاة هو (الطهارة) .
والطهارة معناها في لغة
العرب النظافة، وفي اصطلاح الفقهاء نظافة من نوع خاص فيها معنى التعبد لله تعالى،
فهي من الأعمال التي يحبها الله من خلقه . لذا نجد الكثير من النصوص القرآنية التي
تؤكد وتأمر الإنسان بالطهارة وتشير إلى منزلة المتطهرين وعظم مكانتهم عند الله
سبحانه وتعالى , وأنا أتصفح الرسائل العملية لبعض المرجعيات الدينية في محاولة مني
لمعرفة الأبعاد التي تناولوها في كتبهم عن هذه المسألة المهمة التي يكاد البعض
يغفل عنها من المكلفين ولم يعطيها الاهتمام المطلوب وجدت من بين الرسائل العملية
رسالة المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) واسمها
المنهاج الواضح وجدت إن سماحته ( دام ظله ) قد تفرد عن بقية المرجعيات السابقة
والمعاصرة في طرح هذه المسألة وغيرها أيضا فقد تناول مسالة الطهارة في ثلاث كتب أو
ثلاثة أجزاء وهي ( كتاب الطهارة الجزء الأول _ كتاب الطهارة الجزء الثاني _ كتاب
الطهارة الجزء الثالث ) http://www.al-hasany.net/CMS.php?CMS_P=8
وقد أعطى سماحته ( دام
ظله ) في بداية كل جزء وقبل أن يعطي المسائل الشرعية الخاصة
بالطهارة أعطى ووضع مقدمة أخلاقية بين
فيها معنى الطهارة ومالها من دور في تكامل الفرد و المجتمع لو التزم بها الالتزام
الأمثل وبالشكل الذي يريده الله سبحانه وتعالى ومن ابرز ما ذكر سماحته ( دام ظله )
هو تأثير الطهارة على المستوى الأخلاقي www.al-hasany.net/Library/L.alhasany/m.almenhaj/al-tehara%20group1.rar ((
.. المستوى الرابع : الأخلاقي :: إن الروح والباطن كما تستقذر بالمعاصي والذنوب
فإنھا تستقذر بالأخلاق الرذیلة فلابد من تطھیرھا عن القذارات المعنویة والأخلاقیة
بالابتعاد عن سفاسف الأمور ورذائل الأخلاق لتكمیل النفوس الناقصة وترقیھا وقربھا
من المبدأ الفیاض وحصولھا على السعادتین الدنیویة والأخروية . والمولى سبحانه
وتعالى صاغ الأحكام الشرعیة وأصدرھا بالطریقة والصورة التي تعالج الجانب الأخلاقي
أیضاً ، ومن تلك الأحكام أحكام الطھارة بالمعنى الأعم حیث نجد فیھا العدید من
الأوامر والإرشادات والأذكار التي تحث وترشد إلى التكامل الأخلاقي ، فعندما یستحضر
الصراط المستقیم عند قراءة الفاتحة بعد الانتھاء من الوضوء فإنھ یستحضر أخلاق
أصحاب الصراط المستقیم وھم أھل البیت (علیھم السلام) ویستحضر ما ورد عنھم وعن جدھم
المصطفى (صلوات الله علیھم أجمعین) كقولھ (صلى الله علیھ وآلھ وسلم): [إنما بعثت
لأتمم مكارم الأخلاق ] . وكذا الكلام عندما یذكر أھل الیمین عند الدعاء: [ اللھم
أعطني كتابي في یمیني] وعن دما یقول [ اللھم ثبتني على الصراط ] ، وغیر ھذا الكثير
الذي یشیر بصورة غیر مباشرة أو مباشرة إلى علاج أمراض أخلاقیة عدیدة منھا :
الأنانیة ، والكبر ، والكذب ، والبخل ، وسوء الظن ، والنفاق ، والاعتداء على
الآخرین وغیرھا من رذائل الأخلاق ، وفي المقابل تجد الحث والإرشاد إلى الاتصاف
بالأخلاق الحسنة الطیبة ، من التواضع وشكر المنعم ، والكرم ، ومحاسبة النفس ،
والصدق ، وغیرھا مما یشیر إلیه بصورة مباشرة وصریحة أو بالإشارة إلیھا عند ذكر
تطھیر الماء والطعام والشراب وكونه حلالاً وغیر مغصوب واشتراط الإخلاص في النیة
وذم الریاء ، واستحباب التمعن والتفكر فیما سعى إلیه و اجتھد في تحصیله وتحسینه
كیف صار بولاً وغائطاً یضره لو تأخر بطرده من جسمه ... )) , هذا جانب بسيط جدا مما
تناوله سماحة المرجع الديني العراقي العربي السيد الصرخي الحسني ( دام ظله ) في
كتاب الطهارة بحيث أعطى وبين
ووضح ما لها من دور فعال في تكامل شخصية الفرد وتأثير واضح في تفكيره وتدبره بما
يريده الله سبحانه وتعالى من العبد المكلف .....
الكاتب :: احمد الملا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة