(الحق والحقيقة و شهادة السيد الصدر الثاني
بأعلمية السيد الصرخي الحسني)
بقلم : حيدر الباوي
لا يخفى على أحد إن من ضمن القيم العليا التي تعنى بحياة البشر الأخلاقية أو الفكرية أو المهنية هو الحق .. إضافة إلى قيم الخير والجمال كونها قيم إنسانية يسعى الإنسان جاهدا ً للتحلي بها ولو كلفه ذلك جهدا ً ومتابعة كون هذه القيم من شأنها تنظيم حياته وترتب علومه وأفكاره لتجعله في مصاف العقلاء والمبدعين وشيء طبيعي الحق هو من أسمى القيم التي يسعى أليها الإنسان ليكون من طلابه ومناصريه ..
والمعروف في زمننا المعاصر كما هو في سالف الأزمان إن في الأمور السياسية والاقتصادية و غيرها إن الحقيقة دائما ً تحجب عن عامة الناس ولا يصل منها إليهم إلا في حدود متدنية لا تتجاوز في نسبة المائة السبعة أو الثمانية ليرافق هذا الحجب الخداع الكبير للرأي العام الذي أصبح مرضا ً مزمناً ينخر بجسد المجتمعات سواء كان هذا الخداع دوليا ً من قبل الدول الغاشمة أو محليا ً من إتباع هذه الدول الذين جثموا على صدور الناس بسطوة الحكم والتسلط وقادة خارجين عن القانون الإلهي ..
ليستحدث هؤلاء القادة خدعا ً ينتفعون من أجلها أصلها التجاوز على تأريخ الرموز الدينية العلمي ومن ثم الإلتفاف على ما صدر من هؤلاء العظماء من كلام معتبر وشهادات معتمدة فيعملوا على ترتيب الحكايات والقصص وفبركة السرد الفارغ من الدليل العلمي ليوافق مصالحهم الشخصية لتعود في النهاية لمنفعتهم ومن ثم النيل من المُثل العليا المتجسدة في عقيدة إلهية أو من مقام رمز ديني أو علمي يملك تأريخ مشرف وإرث يشار له بالبنان العلمي والفكري والجهادي ...
مثلما تعمد الكثير ممن وجد ضالته في إضلال الناس البسطاء في فهمه الدنيوي لكلام السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدست نفسه الزكية ) في أكثر من مناسبة منها على سبيل الإشارة الى ما تفضل به (رضوان الله عليه ) في أغلب خُطب الجمعة المباركة
ليلحقوا بمجمل كلامه ( رحمه الله ) الإساءة والطعن والتجاوز كونهم جهلوا المراد الحقيقي لكلامه الشرعي والعلمي لفراغهم العلمي ولجهلهم الفكري ليؤسسوا من حيث يعلمون و لا يعلمون قواعد خراب وفساد في ظل حاضر ومستقبل الأمة التي يعيشون في كنفها ويأكلوا من خيراتها ليصبحوا السبب الرئيسي في ضياع الناس بعد تفشي إمراض الجهل والتبعية وعبادة الأصنام بسبب سري سم نتاج هؤلاء السرديين في عقول عامة الناس لتتحجر ونفوسهم لتمرض , بدليل عدم معرفة الناس للحقيقة التي دارت حولها تلك الحكايات والقصص التي وصلت بالمتقولين إلى بلاط القداسة الفارغة من الشرعية و العلم والمعرفة بتجاهلهم للمعنى الحقيقي لمضمون كلام السيد الشهيد السعيد محمد محمد صادق الصدر (( قدس سره الشريف )) (( كل مجموعة يقودها غير المجتهد هي قاصرة ومقصرة هو العيوب فيها والذنوب )) ((من يدعي الاعلمية عليه أن يكون أعلماً في علم الأصول هو الخارطة وأن من قال إني اعلم بالفقه وليس اعلم بالأصول فهو ليس بأعلم وأن كان أعلم بهما فعلى العين والرأس )( غير المجتهد لا فتواه حجة ولا ولايته حجة ولا أوامره حجة )) ((أثبات اجتهاد من أدعى أنه مجتهد أن يكون عنده بحث فقهي استدلالي ))
وتبقى شهادة السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر وتعليقه على مقدمة منهج الأصول/ الجزء السابع/ القسم الأول/ حالات خاصة للأمر و منهج الأصول/ الجزء السابع/ القسم الثاني/ مبحث الضد وهما عبارة عن تقرير وتعليق المرجع الديني السيد الصرخي الحسني ( دام ظله الوارف ) على أستاذه السيد الشهيد محمد محمد صادق الصدر ( قدس سره الشريف ) في مقدمة الجزئين وبخط يده الشريف بما نصه ((بسمه تعالى: قد استقرأت في الجملة بعض مطالب هذا البحث الجليل الذي تفضل به هذا السيد الجليل (دام عزه) فوجدته وافياً بالمقصود ومسيطراً على المطلوب، مع الأخذ بنظر الاعتبار ما ذكره (دام عزه) في مقدمته أسأل الله حسن التوفيق له ولنا ولجميع المؤمنين. توقيعه (قدس سره ) .. )) شهادة علمية معتبرة ومسندة من شأنها فيما وصلت الى عقول وضمائر الخيرين من أهل العلم والمعرفة والبحاثين عن النجاة لكانت بارقة أمل وخلاص من كيد السرديين بسردهم المضلل المخالف لكل الأعراف والقوانين الشرعية العقدية كونها صادرة من مرجع ديني هو زعيم الحوزة العلمية وأستاذها في وقت وضعت فيه نقاط الصدق على حروف أهل العلم الحقيقيين خاصة وهو يؤكد قول المعصومين عليهم السلام ((إذا ظهر الفساد في الأرض فعلى العالم أن يُظهر علمه وإلا فعليه لعنة الله (( ويشير بكل وضوح إلى أن الأعلم من طلابه مشيرا ً إلى سماحة السيد الصرخي الحسني ( دام ظله)وبما أنعم الله عليه من نور العلم قائلا ً (( يوجد فبالتأكيد هناك من طلابي ممن أتوخى منهم الإخلاص والتعب على نفسه .لعل سيكون بعض من طلابي هو الأعلم ليس فقط مجتهد بل أعلم فحينئذ يجب الرجوع إليه تقليدا ً وقيادة )) والقاصي والداني في عالم الحوزات والمدارس والحلقات الحوزوية وكذلك الباحثين في شؤون الدارسات الدينية يقطعون إن المرجع الديني السيد الصرخي الحسني هو أبرز وألمع طلاب السيد الشهيد الصدر الثاني ( قدس سره الشريف ) وهو المعني بكلامه لما طرحه حينها السيد الصرخي الحسني من دليل علمي عبارة تقرير نال إعجاب وتقدير السيد الصدر الثاني ( قدس سره الشريف ) مما جعله يدعوه دعوة خاصة للتواجد في برانيه ليرد على الاستفتاءات وهذا الموقع بحد ذاته مسؤولية شرعية عظيمة لايستطيع تحملها إلا ذو حظ عظيم في العلم والمعرفة الشرعية .. ليشق بعدها حجب الظلام بنور علمه بالدليل والأثر العلمي والذي تجلى ببحوث استدلالية أصولية وفقهية عالية ناقش فيها أساطين العلماء الأعلام من الماضين )قدس الله أسرارهم) ومن الأحياء ) أدامهم الله( وكل ذلك بحسب الدليل العلمي الشرعي الأخلاقي وبكم هائل من الأدلة والمؤيدات على علميته الفذة و أعلميته التي أشار إلى مضامينها وأسسها السيد الشهيد الصدر الثاني ( قدست روحه الزكية ) وبحوث أصولية عالية ممثلة بكتاب الفكر المتين بأجزائه الثمانية وبحوث فقهية و بحوث استدلالية عامة من جملتها يبطل أطروحة عالم سبيط النيلي ..
حتى قال المرجع الديني الأعلى السيد الصرخي الحسني قوله المشهور (( الفكر المتين دليل أعلميتي من يجد فيه ركاكة أو أشكالا ً .... أنا ومن يقلدني نتبعه ))
ليتبين لنا في النهاية إن السيد محمد محمد صادق الصدر ( قدست روحه الزكية ) أدى ما عليه من أمانة وتصدى للولاية وأحيا الناس بعد سبات طويل وأحيا فرائض معطلة وطرح دليله العلمي وأشار الى الدليل العلمي في الفحص عن المجتهد الأعلم بالدليل العلمي نائب للإمام عليه السلام في حال غيبته وهو الحاكم والرئيس المطلق له ما للإمام في الفصل في القضايا والحكومة بين الناس والراد عليه راد على الإمام والراد على الإمام راد على الله تعالى وهو على حد الشرك بالله كما جاء في الحديث عن صادق آل البيت عليهم السلام ومادام الولاية تدور مدار الأعلمية فحري بالجميع بلا استثناء إن يبحث في ما تقدم ويعمل قولا ً وفعلا ً صدقا ً وعدلا ليجمعنا الله في الفردوس الأعلى ويجعلنا أخوة متحابين في ظله .... يوم لا ظل إلا ظله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة