السيد الصرخي والحث على احياء الشعائر الحسينية
................................................................................................
ان الشعائر
الحسينية والمآتم كانت تقام قبل ولادته عليه السلام فالانبياء احيوا واقعة
الطف ومايجري عليهم فكل نبي كان يذكر ويأن لمصيبة الحسين ومايجري عليه في عاشوراء وكانوا يتمنون
ان يكونوا معه ,وصولا الى سيد الاكوان محمد صلى الله عليه واله وسلم حيث كان يذكر
ويروي مايجري على ولده حتى انه كلما يرى الحسين كان يقبله في ثغره ويبكي بكاء
الثكلى لما سيحل به .
فقد روي في عدة من مصادرنا الحديثة المعتبرة مثل كتاب كامل الزيارات مسنداً ما مضمونه)،
أن مولانا الصادق عليه السلام كان إذ هل هلال عاشوراء اشتد حزنه، وعظم بكاؤه على مصاب
جده الحسين (عليه السلام)، والناس يأتون إليه من كل جانب ومكان يعزونه بالحسين (عليه
السلام)، ويبكون وينوحون معه على مصاب الحسين (عليه السلام) ثم يقول عليه السلام: إعلموا
أن الحسين عليه السلام حي عند ربه يرزق من حيث يشاء، وهو ينظر الى معسكره ومصرعه، ومن
حل فيه من الشهداء، وينظر الى زواره والباكين عليه، والمقيمين العزاء عليه
ودون أدنى شك فان اهل البيت قد وضعوا ظوابط
وركزوا في اذهاننا ووضعوا امامنا مجموعة من القيم السامية التي تخدم الانسان وتحفظ
الدين والاسلام فقول الامام الصادق عليه
السلام(احيوا امرنا رحم الله من أحيا امرنا)لايعني احياء الشعائر بشكلها الخارجي
بل هي اوسع من دائرة أحياء الشعائرالحسينية فقط , رغم اهميتها والحث عليها وتحريض الناس على ان يعيشوا كل اجواء الحزن والحداد
على مصاب ابي عبد الله الحسين سلام الله تعالى عليه وكما قيل في الدعاء "وعلى
مثلك فليبكي الباكون وليندب النادبون" بل هو التطبيق الواقعي لماخرج من اجله
الحسين عليه السلام من صلاح واصلاح للواقع الفاسد كما ذكر في قوله (انما خرجت من
أجل الاصلاح في أمة جدي رسول الله لكي آمر بالمعروف وانهى عن المنكر...
وعليه فان العلماء بشكل عام قد حثوا على احياء
شعائر الحسين وفق ضوابط معينة لاتمس قضية الحسين ولاتخدش بها حتى تصل صورتها
الصورة الصحيحة لكي ينتهج منها المنهاج الواضح وتتجلى باسمى صورها الخالدة لما
جسدتها من افعال تلامس افاق الحياة لكي ترتوي الارض من فيض الدماء والناس من معالم
تنير دروب السائرين على خُطاه,فقد حث سماحة المرجع الديني السيد الصرخي الحسني دا م
ظله دائماً على المشاركة والمساهمة في احياء شعائر الحسين وبكل صورها حيث قال (وهنا
لابد من أن نتوجه لأنفسنا بالسؤال ، هل أننا جعلنا الشعائر الحسينية المواكب والمجالس
والمحاضرات واللطم والزنجيل والتطبير والمشي والمسير الى كربلاء والمقدسات هل جعلنا
ذلك ومارسناه وطبقناه على نحو العادة والعادة فقط وليس لانه عبادة وتعظيم لشعائر الله
تعالى وتحصين الفكر والنفس من الانحراف والوقوع في الفساد والافساد فلا نكون في اصلاح
ولا من اهل الصلاح والاصلاح، فلا نكون مع الحسين الشهيد ولا مع جدّه الصادق الامين
((عليهما الصلاة والسلام )). والواضح من كلام سماحته ان الشعائر الحسينية يجب ان
تكون مجرده من الرياء وتصب في مصب واحد لاثاني له وهو احياء قضية الحسين بكل
ابعادها وهي احياء الضمائر الميتة والراضخة للذل والهوان والخنوع لابل احياء
لكرامة الانسان التي تسفك وتنتهك في كل حين مراسم عاشوراء تتجسد فيها عقيدة
التوحيد وحب الذات الالهية , وبعد الاستئثار والثأر يندمل الجرح بالثأر المنيم، وبقضاء الحكم العدل يطيب
خاطر الملهوف، وتطمئن نفسه، وينقشع همه، وتخمد نايرة الجوى، وسيعلم الذين ظلموا أي
منقلب ينقلبون)(5).
نسأل الله
سبحانه أن يجعلنا وجميع أهل الإيمان من مقيمي شعائر الإمام الحسين بن علي عليهما السلام
وممن يدافع عن إقامتها ويكتب في صحيفة أعماله أجر مقيميها والحاثين عليها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة