قراءة
في كتاب الثورة الحسينية والدولة المهدوية لسماحة المرجع الديني السيد الصرخي
الحسني دام ظله
أيام الحميري
لم تكن ثورة الإمام الحسين (عليه السلام) تختلف في أهدافها ومبادئها عن الأهداف والمبادئ التي اشتملت عليها رسالات السماء وناضل وجاهد من أجلها الأنبياء عليهم السلام على امتداد التاريخ الإنساني ومن هنا فان واقعة (الطف) تمثل حلقة طبيعية في حركة الأنبياء والرسل وأن غيابها يعني الإخلال بشروط مسيرة الحق والأضرار بالقيم والمثل المقدسة ولذا فان شرعية هذه الثورة هي حقيقة مرادفة لشرعية رسالات السماء كما ان القوانين الإلهية في أبعادها التاريخية والسياسية والإجتماعية هي ذات القوانين التي إنطلقت وفقها تلك الرسالات وتفجرت على اساسها هذه الثورة.
بالتأكيد لن نـُعطي ثورة الإمام الحـُسين (عليه السلام) حقها ما حيينا لكن سنحاول أن نوصل لكم بعض المقتطفات المميزة من كتاب الثورة الحسينية والدولة المهدوية لسماحة السيد الصرخي الحسني دام ظله التي مررنا
عليها وتأملنا بها فانها امور بحاجة للتأمل والوقوف عندها ومعرفه اهدافها .
حيث يقول سماحته في كتابه الثورة الحسينية والدولة المهدوية ( أن
شخص الحسين وثورته ونهضته وتضحيته تمثل المثل الأعلى والقدوة الحسنى والتطبيق الصادق الواقعي للقوانين الإلهية الروحية والاجتماعية , حيث جسد (عليه السلام) بفعله وقوله وتضحيته , توثيق العلاقة بين العبد وربه وتعميقها والحفاظ على استقامتها وكذلك جسد (عليه السلام) العلاقة الإسلامية الرسالية بين الإنسان وأخيه الإنسان حيث الاهتمام لأمور الأخوان وهمومهم ورفع الظيم عنهم ومساعدتهم وتوفير الأمان والتضحية من اجل ذلك حتى لو كلفه حياته (عليه السلام)
وبعد ان يصل سماحته لهذه الكلمات يعود مره اخرى يقول( ان الثورة الحسينية تمثل الحركة التمهيدية والأسس الرئيسية الثابتة للثورة المهدوية أي ان غايتها وهدفها هو الثورة المهدوية أقيمت وانطلقت من اجل تحقيق أهداف الثورة الحسينية .
وان الإمام المهدي (عليه السلام وعجل الله تعالى فرجه) هو الذي يجني الثمار النهائية لثورة الحسين ونهضته من تحقيق الأهداف الإلهية في ظل إقامة الدولة الإسلامية العالمية الإلهية فالإمام الحسين (عليه السلام) بتضحيته أرسى القواعد الأساسية لدولة العدل الإلهية وشيد بنائها النظري والمعنوي في أذهان الناس وقلوبهم ويبقى التكميل والتجديد والتشييد الخارجي للبناء والذي يمثل التطبيق للقانون الإلهي الذي ينص عليه قوله تعالى : (ونريد ان نمن على الذين استضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين) يبقى تشييده على بقية الله في أرضه (عليه السلام).
ثم يشير سماحته ويؤكد على (ترسيخ الثورة الحسينية واهدافها في أذهان الناس وقلوبهم ولشحذ المخلصين وتأسيس الاستعدادات الروحية والجسدية وتحقيق التكاملات الفكرية والعاطفية والسلوكية , ولتهيئة القواعد والشرائح الاجتماعية التي تحتضن أطروحة الأخذ بالثأر والمحقق للعدل (عليه السلام) والانتصار له (عليه السلام) والثبات على ذلك , تصدى الأئمة المعصومون (عليهم السلام) لتربية الأجيال وتحقيق الأهداف , وقد جعلوا المنبر الحسيني الوسيلة الرئيسية في تلك التربية الرسالية الإلهية, فقد عقدوا المجالس وارشدوا الناس إلى ما يترتب عليها من آثار في الدنيا والآخرة
وكذلك قال سماحته ليس بغريب أن يسير الموالون من أهل العراق بالخصوص في طريق الشهداء على خط سيد الشهداء خصوصاً في يوم عاشوراء يوم التضحية والإباء ، ففي كل عام وفي نفس هذه الأيام يـُعتقل ويُقتل الآلاف ممن يعظم شعائر الله التي هي من تقوى القلوب وفي الوقت الذي قدمنا ونقدم التعازي فإننا نهنيء الشهداء والزوار المؤمنين المضحين ، على ما حققوه من نصر مادي ومعنوي للحسين والثورة والنهضة الحسينية والقفز بها إلى المستوى العالمي الإنساني وعلى كافة المستويات الإعلامية والسياسية والفكرية وغيرها
وبهذا ينتهي بنا الحديث عن الثورة الحسينية
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة