ثورة الحسين ثورة الأحرار ضد الظالمين في كل حين
بقلم عباس السعيدي
*****************
النهج الذي انتهجه الأولياء والصالحين في
تحرير الإنسان من عبودية الظالمين كان لا يعتمد على طائفة أو دين , وإنما بذل
هؤلاء المصلحين أنفسهم لتحرير الإنسانية من ظلم الظالمين لأنهم جاءوا رحمة للعالمين
, وإلا كيف التحق المسيحي والسني والغلام التركي والعبد الأسود بالإمام الحسين سلام
الله عليه وتخلف عنه شيعته وموالية , لأن أولئك استيقنوا انه الحسين سلام الله عليه
هو الأب الحنون والقائد المثالي الذي يحقق العدالة والمساواة ويحقق لهم الحرية والإحساس
بالإنسانية , وكيف شاهدوا تلك الروح الأبية الرسالية التي تبكي على أعدائها لأنه يراهم
كيف يكتسبوا الآثام والذنوب والمعاصي بسبب مخالفتهم للحق المطلق المتمثل بشخصه الكريم
وشاهدوا به تلك النفس التي لا تفرق بين القريب والبعيد بين العبد وبين الحر وكيف يحتضن
ابنه وبنفس الوقت يحتضن العبد الأسود .
وان هذا النهج الذي رسمه أهل البيت سلام الله عليهم نجده بصدق
عند من سار على نهجهم فنرى الخطابات للشهيدين الصدرين والسيد الصرخي الحسني لا تفرق
بين ملة وأخرى وبين دين وأخر وبين قومية وأخرى بل نحس فيها الروح الأبوية التي تظم
بين ذراعيها جميع أبناء الأمة ولا تعرف غير
العدل حتى مع الأقربين والموالين فلا توجد مجاملة على حساب الإنسانية والدين ولا على
العراق والعراقيين .
وفي كلام لسماحة السيد الصرخي الحسني في
بيان محطات في مسير كربلاء
(........والآن أيها الأعزاء الأحباب وصل
المقام الذي نسال فيه أنفسنا ، هل سرنا ونسير ونبقى نسير ونثبت ونثبت ونثبت على السير
ونختم العمر بهذا السير المبارك المقدس السير الكربلائي الحسيني الإلهي القدسي في النصح
والأمر والإصلاح والنهي عن المنكر وإلزام الحجة التامة الدامغة للجميع وعلى كل المستويات
فنؤسس القانون القرآني الإلهي وتطبيقه في تحقيق المعذرة الى الله تعالى أو لعلهم يتقون
حيث قال الله رب العالمين سبحانه وتعالى
: { وَإِذَ قَالَتْ أُمَّةٌ مِّنْهُمْ لِمَ تَعِظُونَ قَوْماً اللّهُ مُهْلِكُهُمْ
أَوْ مُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً شَدِيداً قَالُواْ مَعْذِرَةً إِلَى رَبِّكُمْ وَلَعَلَّهُمْ
يَتَّقُونَ } الأعراف/164.
وبهذا سنكون ان شاء الله في ومن الأمة التي
توعظ الآخرين وتنصح وتأمر بالمعروف وتنهي عن المنكر فينجها الله تعالى من العذاب والهلاك
،
فلا نكون من الأمة التي قعدت عن الأمر والنهي
والنصح والوعظ فصارت فاسقة وظالمة وأخذها الله تعالى بعذاب بئيس.
ولا نكون من الأمة التي عملت السيئات ولم
تنته ولم تتعظ فعذبها الله تعالى وأهلكها وأخذها بعذاب بئيس بما كانوا يفسقون فقال
لهم الله كونوا قردة خاسئين،
قال العزيز الحكيم:
{ لَمَّا نَسُواْ مَا ذُكِّرُواْ بِهِ أَنجَيْنَا
الَّذِينَ يَنْهَوْنَ عَنِ السُّوءِ وَأَخَذْنَا الَّذِينَ ظَلَمُواْ بِعَذَابٍ بَئِيسٍ
بِمَا كَانُواْ يَفْسُقُونَ * فَلَمَّا عَتَوْاْ عَن مَّا نُهُواْ عَنْهُ قُلْنَا لَهُمْ
كُونُواْ قِرَدَةً خَاسِئِينَ } الأعراف/165-166.......)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة