يذكر السيد الصرخي الحسني دام ظله عدة ثمار من الصلاة في مقدمة كتاب الصلاة
والتي منها ثمرة تربية الانسان وتكامله حيث يقول سماحته دام ظله .زان تشريع العبادات ومنها الصلاة وصياغتها بطريقةخاصة قد اخذ فيها تحقيق هدفين
الاول تريبة الانسان ....ان الله سبحانه وتعالى لايحتاج صلاة الانسان ولاصيامه ولاحجه ولا اية عبادة من عباداته وكذلك لايحتاج الى اعتراف الانسان بإلوهيته وبرسالاته وبرسله ولاباليوم الإخر بل ان المولى جل وعلا جعل تلك العبادات من اجل تربية الانسان وضمان استقامته في طريق التطهير والتكامل وعليه فيكون معنى قوله تعالى ( وماخلقت الجن والانس الا ليعبدون ) اي ماخلقتهم الا ليتطهروا ويتكاملوا بإطاعتي وعبادتي فلا يحصل التكامل الا بطاعة الله تعالى وامتثال اوامره واحكامه
الثاني : شمول التربية ....ان المربي الحكيم العادل لابد ان يجعل منهج التربية وتشريعه بما يناسب جميع الاحوال وكافة المستويات الذهنية والاجتماعية ففي الصلاة نجد الاسلوب التربوي الناجح واضحا في تحقيق الهدفين فمثلا نجد الطابع العام للصلاة هو اسلوب (التقرير) وليس اسلوب التكلم المباشر والثابت ان اسلوب التقرير هو الافضل في تربية الانسان على التوحيد والتقديس لله تعالى والتحميد والتمجيد..لان تقرير الحقائق بين يدي الله تعالى تشعر الانسان وبصورة اكثر وضوحا بحقيقة الله وحقيقة الخلق وتشعره بموقع نفسه من هذا الوجود الواسع فالتلاوات الواجبة في الصلاة من التكبير والتحميد والتوحيد والتهليل والتشهد جميعها حقائق عن الله تعالى وصلته بالوجود وهذه التلاوات يقوم المصلي بتقريرها وذكرها في نفسه بين يدي الله تعالى فمثلا يقر المصلي ( الله اكبر ) ولايخاطب الله تعالى ويتكلم معه بقوله (اللهم انت اكبر)
ويقر ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ولايخاطب ( بسمك اللهم )......فالهدف الرئيس من الصلاة هو تربية الانسان وصقل شخصيته وتكاملها بالاسلوب الاكثر مثالية من التقديس والتعظيم بالتقرير بالحقائق بين يديه تعالى
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة