الأحد

فمتى تقرأ اُمة "اقرأ" ...؟!!!!،

 فمتى تقرأ اُمة "اقرأ" ...؟!!!!،

"اقرأ" أول أمر إلاهي نزل على قلب نبينا الأقدس ، ويكفي القراءة أهميةً إنها موضوعا لأول أمر في القرآن، فهي منبع وأساس كل العلوم والمعارف ، وهي النور الذي ينير لنا طريق الخير والصلاح والرقي ، فبالقراءة تتقدم الأُمم وترتقي وتواكب عجلة التطور ويكون لها حظا مميزا في بلوغ السعادة والهناء والكمال ، وهذا ما أقرَّته وحثَّت عليه جميع الأديان السماوية والأيديولوجيات الوضعية ، والأمة التي تقرأ أطول عمرا وأكثر بقاءا لأنها تعيش الماضي والحاضر والمستقبل ، تعرج من عالم إلى آخر تستشرق المعارف ، وتقف على تجارب مَن قبلها ، وتستلهم الدروس والعِبر لتكون قادرة على السير ومواجهة التحديات والمشكلات والمصاعب ، فامة تقرأ تكون امة قائدة ومبدعة ومنتجة ،سُئل المفكر العالمي "فولتير": من سيقود العالم؟ فأجاب : (هم الذين يعرفون كيف يقرؤون)، وأمة تقرأ تكون قوية لأنها تمتلك أقوى سلاح هو : سلاح "اقرأ" سلاح العلم والمعرفة ، يقول "هنري والاس" احد كبار مفكري الغرب : ( كثيرا ما تكون القراءة أقوى من أي سلاح ) ، ونحن إذ نتحدث عن القراءة إنما نعني القراءة الجادة الواعية ، قراءة التدبر والتفكر وترتب النتائج والأثر، قراءة الواقع والظروف المحيطة ، قراءة الأطروحات والشعارات وما ورائها وتمييز الضار من النافع ، والصادق من الكاذب ، قراءة الأسباب التي جعلتنا امة تابعة فاقدة للإرادة والسيادة ...، ولأننا امة لا تقرأ فقدنا عزتنا وهيبتنا وقوتنا وصرنا العوبة بيد من لم ينزل على أرضهم الوحي ، ولم يقرع أسماعهم "اقرأ" يتحكمون في حاضرنا ومصيرنا وبلادنا وشعوبنا وخيراتنا يدسون السم "بصورة العسل" في أجسادنا وأفكارنا ، أشاعوا بيننا الجهل والتجهيل وروح الفرقة والبغضاء والشحناء فصرنا يقتل بعضُنا بعضا ، ويُكَفِّرُ بعضُنا بعضا ، ويسلب بعضُنا أموال وحقوق بعض ، ويعتدي بعضنا على مقدسات وأعراض بعض ، كأننا نعيش حياة الغاب ...، ولعل ما عاناه ويعانيه بلاد الرافدين من خراب ودمار وضياع ونذر نار طائفية وعرقية وغيرها ، هو احد مخلفات فقدان سلاح "اقرأ "على الرغم من أن العراق صاحب أقدم حضارة وأكبر منظومة فكرية ومعرفية تجعل أبنائه سادة العالم فيما لو حملوا سلاح "إقرأ".
نعم هكذا أرادوا لنا : "لا نقرأ" كي تُمرر مشاريعهم ومخططاتهم الخبيثة وتتحقق أحلامهم الشيطانية، فوصلنا إلى أسوء حال من الأمية لأننا لم نقرأ حتى الأطروحات والحلول التي تُؤَمِّن لنا الحياة وتُبعدنا عن شبح القتل والبؤس والفقر والحرمان وفقدان الإرادة والسيادة والكرامة، وتنقذنا مما نحن فيه ذل وهوان .....
كثيرة هي البيانات والخطابات والمواقف والحلول التي سجلها السيد الصرخي الحسني والتي فيها خلاص وخلاص وخلاص للعراق وشعبه من ما يعانيه ، ولقد أثرى الساحة العراقية بمواقفه المبدئية ، ورؤيته الدقيقة وقراءته الموضوعية ، ، وتشخيصه السليم لتتوج بحلول ناجعة ، وكان ذلك على كافة الأصعدة السياسية والاقتصادية والأمنية والاجتماعية وغيرها ، ففي بيان رقم (74) مثلا ، يقدم القراءة الموضوعية للمشهد المأساوي العراقي ويكشف عن المستقبل الأسوأ الذي ينتظر العراقيون فيما لو بقي الوضع على ما هو عليه من تسلط الساسة والسُرّاق على الرقاب وتحكمهم بالقرار، ومن ثم يعطي الحلول الناجعة حيث يقول :
" منذ دخول الاحتلال قلت وكررت مراراً معنى ان العراق وشعبه وثرواته وتاريخه وحضارته وقعت كلها رهينة بيد الأعداء والحساد وأهل الحقد والضلال من كل الدول و الجهات ... وصار العراق ساحة للنزاع والصراع وتصفية الحسابات وسيبقى الإرهاب ويستمر سيل الدماء ونهب الخيرات وتمزيق البلاد والعباد وترويع وتشريد وتطريد وتهجير الشيوخ والأطفال والنساء وتقتيل الرجال ..واقسم لكم واقسم واقسم بان الوضع سيؤول وينحدر الى أسوأ وأسوأ وأسوأ... وسنرى الفتن ومضلات الفتن والمآسي والويلات ..مادام أهل الكذب والنفاق السراق الفاسدون المفسدون هم من يتسلط على الرقاب وهم أصحاب القرار .. وهل تيقنتم الان ان هؤلاء المفسدين يتعاملون مع شعب العراق وفق منهج الفراعنة والمستكبرين وانهم مستمرون وبكل إصرار على هذا النهج السيئ الخبيث الحقير..... فانهم وعلى نهج فرعون يستخفون بكم فتطيعونهم كما استخف فرعون بقومه فأطاعوه (( فاستخف قومه فأطاعوه ))الزخرف/54.... وانهم ينتهجون معك
يا شعبي العزيز سياسة المستكبرين الظالمين المستعمرين سياسة ( جوّع كلبك يتبعك )... فسيبقى الشعب العراقي المظلوم في عوز وفقر وضياع وإرهاب وتشريد وتقتيل مادام هؤلاء يتسلطون على الرقاب..وهذه السياسة الخبيثة ملازمة لهم كما ان إثارة الطائفية والنعرات والنزاعات الاثنية ملازمة لهم، وذلك لانها مادّتهم وزادهم ومؤونتهم في الانتخابات كي يبقوا متسلطين على الرقاب مادام يوجد المنافقون أكلوا مال الحرام المرتشون من المرتزقة المنتفعين الخونة يزمرون لهم ويثقفون لهم ويشترون الذمم لصالحهم .. انهم سرقوا المليارات وفرّغوا الميزانيات في كل المحافظات ، وعندما ياتي موعد الانتخابات يخرجون فتات الفتات فيدفعون ويعطون منه الرشا الكبرى الى الفضائيات المأجورة والاعلام الماكر وكذا يشترون به الذمم والاصوات والشرف والعرض والكرامة والغيرة من اشباه الرجال الذين رضوا ان يكونوا في خانة الذل والعبودية والخيانة والعمالة وخانة أصحاب السبت القردة والخنازير.....
ولا خلاص ولا خلاص ولا خلاص الا بالتغيير الجذري الحقيقي .. التغيير الجذري الحقيقي ..
التغيير الجذري الحقيقي لكل الموجودين ( منذ دخول الاحتلال ) ومن كل القوميات والاديان والاحزاب .....
فهل عقمن النساء العراقيات الطاهرات .. وهل خلي العراق من الوطنيين الأمناء الصادقين العاملين المثابرين من النخب العلماء والخبراء والمستشارين القضاة والمهندسين والأطباء وأساتذة الجامعات والمحامين والقانونيين والأدباء والإعلاميين والمعلمين والمدرسين وكل الأكاديميين والكفاءات الوطنيين الأحرار .. "

ويكفي دليل على صحة وتمامية ما ذهب إليه السيد الصرخي هو أن العراق الحبيب وشعبه المظلوم يعيش ما حذر منه وتنبأ به في بيانه هذا وفي غيره من البيانات ....
إلا إن الأمة وللأسف الشديد لم تقرأ ....
فمتى تقرأ أُمَّةُ"اقرأ"؟!!!!،



هيام الكناني

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة