تمر علينا في هذه الايام ذكرى اعتقال المرجع العراقي العربي السيد محمود الصرخي الحسني من قبل النظام الصدامي البائد
لماذا اعتقل هذا المرجع الابي من دون المراجع انذاك
وما هي مواقف هذا المرجع التي دعت السلطة الغاشمة لاعتقاله ثلاث مرات والتي قررت اعدامه واصدرت حكم الاعدام في حقه في الاعتقال الاخير
وما هي مواقف هذا المرجع اثناء الاعتقال وفي طوامير السجون
وما الذي طلبه صدام حسين الحاكم البائد من هذا المرجع في مقابل اطلاق سراحه بل تسليمه امور الحوزة العلمية بكل مؤسساتها
ولماذا اراد المحتل الامريكي تصفية هذا المرجع بعد الاحتلال من دون غيره
ولماذا هذا الحقد الدفين من قبل زعامات الدين والسياسة على هذا المرجع
بكل اختصار ان هذا المرجع الديني العراقي كان ولا زال ذو مباديء وقيم ورافضا لكل انواع الباطل من اين ما صدرت سواء من النظام البائد او المحتل الكافر او زعامات الدين او زعامات السياسة ومن كلا الطرفين السنة والشيعة وقد صرح بمنهجه الرافض لكل قبح وفساد سياسي او ديني وكل ضلال ظلم ظلام
انها المباديء والثوابت والقيم
ولقد ارادوا استمالته اليهم بالترغيب والترهيب في تلك السجون المظلمة
وقد عرضوا عليه كثير من الامور في مقابل تأييده للحكومة واعلان الجهاد ضد المحتل الامريكي فرفض سماحة المرجع ذلك قائلا انا ضد المحتل ولكني لا افتي على اساس السياسة الدنيوية ولا لاجل اطلاق سراحي فلن اعطيكم ما ترغبون
ثم عرضوا عليه تسليمه الحوزة العلمية بكل مؤسساتها واقاماتها وجوامعها ومساجدها بخدمها بمتوليها وحق التصرف في كل ذلك وايضا رفض سماحته ذلك
ثم اكتفوا منه بقول شفوي وليس وثيقة خطية وعرضوا عليه جريدة تصدر باسمه يكتب فيها ما يشاء ثم عرضو عليه اذاعة فرض سماحته ذلك كله واصر على مواقفه ورفضه للباطل
في هذا الوقت الذي كان المرجع الابي في غياهب السجون كان زعماء الدين والملة يصدرون فتاوى في الدفاع عن الحكومة العراقية من خطر الغزو الامريكي ولكن بالسر خوفا من الرأي الشعبي العام
وسرعان ما تبدلت مواقفهم وفتاواهم عندما عرفوا ان الغلبة للمحتل وان الحكومة ستسقط ولن تصمد
فمن اول الايام لسقوط بغداد تبدلت تلك الفتاوى المناهضة للمحتل الى فتاوى مؤيدة بل مساندة للمحتل
وحتى التسمية تبدلت من قوات محتلة الى قوات ائتلاف وقوات صديقة وتبدل الغازي الى محرر
ووحده هذا المرجع الذي شاء الله تعالى بقائه وخروجه من السجون مع من خرج بعد سقوط بغداد وحده الذي وقف ضد المحتل واسماه (محتل كافر)
هذه هي المباديء التي لا يساوم عليها من اجل حريته الشخصية ولا لمطمع دنيوي وان وافقت لما يتبناه فكرا وشرعا وهو العداء والوقوف بوجه المحتل الغاصب الكافر
ان الدافع الحقيقي لمواقف العالم الديني يجب ان تكون نابعة من الشرع اولا ومن المباديء الاسلامية لا من المصالح النفعية الشخصية او من خوف على النفس
ونفس التأريخ يعيد نفسه الان
فهذه الحكومة العراقية المنتخبة بفتاواهم الان نفس الفتاوى تصدر ضدها
لقد شعروا بالخطر وهو ما يدفعهم لتبدل المواقف وتجهيز الفتاوى
كما شعرو قبلا بالخطر الامريكي فأهدوه لقب الائتلاف بدلا عن الاحتلال
فديو خطبة المرجع الديني السيد الحسني الصرخي يوضح هذه الامور وغيرها مما هي خافية عن الشعب العراقي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق
حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة