السبت

السيد الصرخي يدحض فكرة فصل الدين عن السياسة , الصيداوي

السيد الصرخي يدحض فكرة فصل الدين عن السياسة , الصيداوي

بقلم : حسين الصيداوي

انتشرت في الفترة الاخيرة ومنذ القرن المنصرم فكرة فصل الدين عن السياسة ودعا لها الكثيرون حتى ممن لبس الزي الديني والذي ارتضى بحمل صفة ليبرالي ، الا ان الحقيقة هي ان الدين والسياسة شيء واحد .

وبطبيعة الحال فان لعلماء الامة الوقفة في الدفاع عن الدين ، حيث كان للسيد الصرخي الحسني رأي فنّد ودحض هذه الفكرة جملة وتفصيلا واعتبرها من رواسب الصهيونية العالمية حيث قال " هو الدين سياسة ، والدين هو مع الفقه مع الاصول ، عليك ان تتعامل مع الناس والمجتمع وعليك ان تداري الناس وعليك ان تربي نفسك وتربي الاخرين عليك ان تهتم بأمور الاخرين عليك ان تتفاعل مع الاخرين ومع هموم الاخرين هذه هي السياسة هو الدين السياسة ، فلا يوجد شيء اسمه سياسة ينفصل ويختلف ويوازي خط الدين"

ويذكر ان السيد الصرخي قد رد على هذا الادعاء في وقت لاحق نترككم مع هذا الرد القاطع والقاصم لظهر الصهيونية العالمية .
قال السيد الصرخي " ان هذا الإدعاء منقوض وباطل كبرى وصغرى ، حلاً ونقضاً
وذلك :

١) ان الإسلام قد طرح نظريات تامة ودائمة لقيادة المجتمع في هذه الحياة الدنيا والآخرة أيضاً ، والمؤلفات كثيرة في هذا المجال .

٢) ان الإسلام قاد المجتمع وعلى كل المستويات ولفترات زمنية طويلة خصوصاً ، أثناء قيادة النبي الأكرم –ص - وقيادة أمير المؤمنين – ع- ويمكن القول (بصورة عامة) ان الإسلام يقود المجتمع وعلى كافة المستويات في جمهورية إيران الإسلامية .

3) ان الركن الرئيسي في عقيدتنا الإسلامية تأسيس دولة العدل الإلهي المقدسة بقيادة قائم آل محمد(صلوات الله عليه وعلى آبائه) ، وهذا الوعد الإلهي نراه بل يجب ان نراه قريباً بالرغم من أن المشككين وأعداء الدين والإسلام والحق يرونه بعيدا وبالتأكيد فأن الإمام – ع- لم يدرس علوم السياسة التي يريدها المستشكل والمشكك في هذا المجال .

4) أتحدى (صاحب الإدعاء) المخادع أو المخدوع والمغرر به ، ان يقدم لنا مادة قانونية من قوانين الانتخابات في دول العالم ، تشترط على من يريد الترشيح ان يكون قد حصل على شهادة بالعلوم السياسية (سواء كانت شهادة بكلوريوس أو دبلوم أو معهد ما أو دورة ما بالعلوم السياسية) وبالتأكيد فأن المخادع سيحاول ان يخدع نفسه مرة أخرى ويخدع الآخرين بالادعاء ان المرشح الفلاني أو الرئيسي الفلاني سيطلّع ، أو يسمع أو يستشير السياسيين ، وأصبح الجواب واضحاً وحاضراً ، بأن ما جوزه وأمكنه لأولئك فأنه يجوز ويمكن لرجل الدين أيضاً.

5) ان الصهيونية العالمية ومنذ زمن بعيد خططت وتخطط للسيطرة على العالم ومن تلك المخططات والخطوات لتحقيق أهدافها التسلطية العدوانية الصهيونية ، عملها وبجد وتواصل وإصرار لتشتيت العالم وتفريقه جماعات وأحزاب وقوميات وملل ونحل ، وقد نجحت أولاً في فصل الدين المسيحي عن السياسة فعُزلت الكنيسة وانزوت وتقوقعت ، وقبل ذلك وبعده كان إثارة الفتن والحروب وارتكاب المجازر العديدة بحق الإنسانية ، وتحاول ثانياً فصل الدين الإسلامي عن السياسة ، وبسبب توغل وتمكن الصهيونية ورجالها من السيطرة على
المخابرات العالمية وبالخصوص أجهزة مخابرات وصنع القرار البريطاني فإنها ألزمت الحكومة البريطانية طرح مشروع الوطن الصهيوني في فلسطين متزامناً مع خطة فصل الدين عن السياسة لتحقيق ذلك المشروع ، وخير شاهد على هذه الخطة من الفصل ان الحكومة البريطانية اشترطت على من نفي خارج العراق من قادة ثورة العشرين من رجال الدين ، بأن يتعهد بعدم التدخل في السياسة وفصل الدين عن السياسة ، ووافق من وافق وأصبح لهذا الخط وجوداً ثقيلاً بل متسلطاً في الحوزة العلمية ، فالمخطط صهيوني نّفذه وينّفذه الاستكبار العالمي ، بريطانيا وأميركا وفرنسا وغيرها وبمعونة الخونة والعملاء والمأجورين .

٦) بالتأكيد إن كلامنا يشمل الجانب النظري عموماً ، والجانب العملي فيما يخص التطبيقات الموضوعية الصحيحة كدولة النبي المصطفى(صلوات الله عليه وعلى) ودولة أمير المؤمنين وبالتأكيد الدولة الإلهية الموعودة بقيادة مهدي الأمة ومنقذها ، أما الإسلام الأميركي وإسلام السقيفة الذي ينتهز الفرص لتحقيق منافع شخصية وأهداف خاصة فهو لا يمثل إلا نفسه وأشخاصه المضلين والمنتفعين والمتآمرين .

٧) وعليه يجب على الجميع أن يكون على مستوى عالٍ من الوعي والحذر ، كي يميز بين :

أ – الإسلام الرسالي المحمدي الأصيل الذي يدعوا إلى سبيل ربه ورسالته بالحكمة والموعظة الحسنة والدليل والأثر العلمي الشرعي الأخلاقي ، بخطى واثقة ثابتة مخلصة شجاعة مضحية .

ب- وبين الإسلام الأميركي الذي جعل السقيفة مرجعاً ، وجعل المهادنة والخضوع والتآمر والرشا وشراء الذمم والإعلام الكاذب وانتهاز الفرص وغيرها وسيلة لتحقيق دنيا دنيئة زائلة لا محالة محمّلة أصحابها وعبادها الوزر الكبير المضاعف الذي يكرسون ويزجون بسببه في نار جهنم خالدين فيها ، ويلحق هؤلاء بل أنفسهم إذا سنحت لهم الفرصة لا يتورعون عن قتل الأبرياء من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ .

انتهى كلام السيد الصرخي .هكذا هم العلماء الربانيين دوما في دفاع عن حياض الدين فكما فعلها السيد محمد باقر الصدر قدس سره مع الاشتراكية والرأسمالية بالفكر الاسلامي الرصين فعلها اليوم السيد الصرخي الحسني بكفر متين نابع من المعرفة الاسلامية النقية الصحيحة .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة