الخميس

دور العالم في الهدم والبناء

يتحدث الرسول صلى الله عليه واله وسلم عن العلماء أذا فسدوا ، وخطر ذلك على المجتمع على فكره وسلوكه وحياته السياسية والاجتماعية ..قيل لرسول الله صلى الله عليه واله وسلم ((اي الناس شر ؟ قال : العلماء اذا فسدوا ))
وقال الامام علي عليه السلام ((ما قصم ظهري الا رجلان : عالم متهتك ، وجاهل متنسك ، هذا ينفر عن حقه بهتكه ، وهذا يدعو الى باطله بنسكه ))
وقال صلى الله عليه واله وسلم )) :ومن أخذ العلم من أهله ، وعمل بعلمه نجا ، ومن أراد به الدنيا فهي حظه ))
وروي الامام جعفر الصادق عليه السلام عن آبائه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم :أذا رآيتم العالم محبآ للدنيا فاتّهموه على دينكم ، فأن كل محب لشئ يحوط ما أحب 
وقال الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ك((أوصى الله الى داودعليه السلام لاتجعل بيني وبينك عالمآ مفتونآ بالدنيا فيصدك عن طريق محبتي ، فأن أولئك قطاع طريق عبادي المريدين ، ان أدنى ما انا صانع بهم ان انزع حلاوة مناجاتي عن قلوبهم ))
وروى الامام جعفر الصادق عليه السلام عن رسول الله صلى الله عليه واله وسلم : ((الفقهاء امناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ، قيل : يا رسول اله ن وما دخولهم في الدنيا ، ؟قال : أتباع السلطان ، فأذا فعلوا ذلك فأحذروهم على دينكم ))
ان الاسلام اراد ان يكون العلماء والفقهاء هم أدلاء المسير ، وهداة المجتمع أذا ما أهتدوا بهدي النبوة ،وساروا على منهج الرسالة ، وحملوا امانة العلم باخلاص وتجرد ...غير ان قيمة العلم العملية مرتبطة بالأخلاق والتقوى ، وحين تنفصل الاخلاق والتقوى عن العلم ، يتحول العلم والعلماء الى شر مستطير وقطّاع طرق وخصوم للنبي صلى الله عليه واله وسلم وللأنسانية ،لذا نجد الرسول صلى الله عليه واله وسلم يحذر الامة من تلك الفئة من العلماء ، وكم عبث الكثير من حملة العلم بالشريعة وأحكامها ، وبوحدة الامة وسلامة عقيدتها ورسالتها ، أولئك الذين استخدموا الدين للدنيا ، والعلم لتثبيت عروش الظالمين ، واضطهاد المظلومين ، فكم أدخل علماء السوء ووعاظ السلاطين في صراعات واحقاد ، وصاروا سببى في اضلال قطاعات واسعة من الامة .. بل وكم حولوا العقل البشري الى مهزلة يعبثون بها بأسم العلم والدين ..
لنتأمل في تشخيص الرسول والامام علي لعلماء السوء ، ولنحدد وصفهم وخطرهم من خلال تحديد تلك البيانات والشخصيات ..انها تشخص ان العلماء شر اذا افسدوا ، ان العالم المتهتك يغري الناس بعلمه ، يخدعهم بموقعه فيهم ، ان هذا النمط من العلماء هم الذين يقسمون ظهر الشريعة وقادتها بما يفعلون ويمارسون من افعال ، وما يخرج عنهم من فتاوى ونظريات وافكار ، ان العالم المحب للدنيا متهم في الدين ، ان هذا الصنف من العلماء يصد الناس عن محبة الله ، وهم قطاع الطرق .. طرق الوصول الى الله ..
ان افقهاء امناء الرسل ما لم يدخلوا في الدنيا ، فأن دخلوا في الدنيا ، وجعلوا الدين طريقآ لها ، واتبعوا حكام الجور والطغيان فهم الخطر الذي يحذر الرسول صلى الله عليه واله وسلم منه . ان الرسول صلى الله عليه واله وسلم يشخص لنا ان العالم المحب للدنيا يظهر حبه في المال والجاه والبحث عن موقع اجتماعي وسلطوي لنفسه فيرى الناس تلك الممارسة ممن يظهرون بمظهر الدين فينفر الناس ، ويبتعدون عن الدين ، وعن الله سبحانه ن لذا يصفهم الحديث الشريف بقطاع الطرق ، لانهم يقطعون طريق الوصول الى الله...

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة