الثلاثاء

العِلْمُ يَجْلُو الْعَمَى عَنْ قَلْبِ صاحِبِهِ كَما يُجْلِي سَوَادَ الظُّلْمَةِ القَمَرُ

العِلْمُ يَجْلُو الْعَمَى عَنْ قَلْبِ صاحِبِهِ كَما يُجْلِي سَوَادَ الظُّلْمَةِ القَمَرُ


بقلم: بنان أحمد البصري 
حسب القلم شرفاً أن الله تعالى قد جعل منه السبيل والوسيلة التي يتحصل عن طريقها أشرف وأفضل شيء جعله الله للإنسان ألا وهو العلم، فقد قال الله تعالى في كتابه الكريم: [ اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ ].. وحسب حامل هذه الوسيلة فخراً, فيما لو كان متصلاً بالله تعالى ـ أن الله جعل مداده خيراً من دماء الشهداء فقد ورد في الأثر: [مِدَادُ الْعُلَمَاءِ أَفْضَلُ مِنْ دِمَاءِ الشُّهَدَاءِ ]..

وماورد عن الإمام الباقر-عليه السلام أنه قال: [عالِمٌ يَنتَفِعُ بِعِلمِهِ أفّضَل مِنْ سَبعينِ ألفَّ عابِدْ] ... وما ورد عن الإمام الرضا - عليه السلام أنه قال : [ يُقالُ لِلعابِدِ يّومِ القِيامَةِ نِعْمَّ الرّجِل كُنتَ هِمَتِكَّ ذاتّ نَفسِكَ وَكَفَيتَ النَّاسِ مَؤنَتِكَ فَادْخُلَ الجَنَةَ وَيُقالَ لِلفَقّيهِ قِفْ؛ حَتّى تَشفَعَ لِكُلِ كَمْ أَخَذَّ عَنّكَ او تَعَلَّمَ مِنكَ وَمَنْ أَخَذَّ مِمِنْ أَخَذَّ عَنّكَ إلى يَومِ القِيامَةِ ...]

تدل هذه الآية المباركة أعلاه, والعديد من الآيات.. والروايات الشريفة التي صدرت عن محمد وآل محمد وصحابتهم الكرام [عليهم السلام], عن فضيلة العلم, ومنزلة العلماء على سائر الناس, والإشادة بمقامهما الرفيع، وتوقيرهم في طليعة حقوقهم المشروعة لتحليهم بالعلم والفضل, فهم سادة الناس وقادتهم الأجلاء وهم منارات الأرض وورثة الأنبياء وهم خيار الناس المراد بهم الخير، المستغفر لهم... وللعلماء فضل عظيم إذ الناس محتاجون إليهم في كل حين وهم غير محتاجين إلى الناس .

ومما لا شك فيه أن بيان فضل العلماء يستلزم بيان فضل العلم, لأن العلم أجل الفضائل وأشرف المزايا وأعز ما يتحلى به الإنسان فهو أساس الحضارة ... ومصدر أمجاد الأمم.. وعنوان سموها وتفوقها في الحياة..ورائدها إلى السعادة الأبدية.. وشرف الدارين... والعلماء هم حملته وخزنته ... ومن العلماء الذين جاهدوا في سبيل صيانة الشريعة الإسلامية وتعزيزها وممن دأب على إصلاح المجتمع الإسلامي وإرشاده ... سماحة المرجع الديني الآعلى السيد الصرخي الحسني [دام ظله], الذي أوقف نفسه على خدمة هذه الشريعة، ونشر مبادئها وأحكامها، وهداية الناس وتوجيههم وجهة الخير والصلاح ..فقد خط قلمه الشريف العديد من الكتب والمؤلفات وفي شتى ميادين العلم والمعرفة, التي أغنى بها المكتبة الإسلامية في الأصول, والفقه, والتأريخ, والعقائد, والمنطق, والفلسفة, والأخلاق ومعالجة أحوال المجتمع ... بالاضافة الى بحوثه حول الإمام المهدي [عليه السلام] لتوضيح قضيته المباركة لأنها القضية المركزية لخلاص الناس أجمعين من الظلم والجور .. في الوقت الذي نخر الجهل والضعف والتخلف أعمدة حياتهم, لتسقط خيمة صيرورة هذه الأمة العريقة وتدمير وافر ظلالها ونمائها العظيم .. وللمزيد أدعو القارئ الكريم لزيارة هذا الرابط :

https://www.facebook.com/Booksalhasanyiq?notif_t=fbpage_fan_invite

فجدير بالمسلمين أن يستهدوا بهذا العالم العابد، ويجتنوا ثمرات علومه ، ليكونوا على بصيرة من شريعتهم، ويتفادوا دعايات الغاوين والمضللين من أعداء الاسلام ... فنعم السفينة شريعتنا الأسلامية ونعم قبطانها سماحته [دام ظله] ولله در القائل حين قال:

ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـم ** على الهدى لمن استهدى أدلاّء
وقدر كلّ امرئ ما كان يحسنه ** والجاهـلون لأهل العلم أعداء
ففز بعلم تعـش حيـاً به أبداً ** الناس موتى وأهل العلم أحياء
وفي الختام نسأل الله عز وجل أن يعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا ،وأن يردنا إلى دينه مرداً جميلاً إنه ولي ذلك والقادر عليه .
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

حب المرجعية .. حكاية ترويها لنا عشائرنا الأصيلة